الأحد 9 أيار (مايو) 2010

مخطط توظيف حركة فتح لحكومة فياض نظرة وتحليل

الأحد 9 أيار (مايو) 2010 par سميح خلف

قدم فياض بما يسمى برنامجه الإصلاحي لمدة خمس سنوات وأخذ التطمينات اللازمة من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الاوروبية ودول اقليمية على ترأسه للأطر القيادية الفلسطينية كرئاسة الوزراء وربما أيضا يكون فياض في ظل الصراع على السلطة رئيسا لدولة الوهم في الضفة الغربية وهذا ما ستحدده القوى الدولية لشخصية فياض .

اتت زراعة فياض في نظام الحكم الفلسطيني منذ عام ما قبل 2002 حينما فرضت أمريكا شخصيات على وزارة الحكم الذاتي لسلطة اوسلو وعين فياض وزيرا للمالية كشرط لضخ الآموال لسلطة الحكم الذاتي والذي تبعها تحديد وتحجيم صلاحيات الرئيس عرفات المالية والادارية واذكر في هذا الجانب أزمة تعرض لها الطلاب الفلسطينيين في تركيا نتيجة الأعباء المادية المستحقة عليهم لإدارة الجامعات ومنعتهم ادارة التعليم العالي من دخول الامتحانات فأرسلوا رسالة استغاثة للرئيس الراحل ابو عمار لمساعدتهم للخروج من تلك الأزمة ولم يستطع ابو عمار مساعدة هؤلاء الطلاب فأرسل برقية الى سفارتين وممثلتين في دولتين عربيتين يطلب من السفيرين حل مشكلة الطلاب في تركيا بالأتصالات مع حكومات كلا الدولتين مبررا طلب المساعدة بأن اللوائح المالية المفروضة من قبل وزارة المالية لفياض لا تخوله من تقديم المساعدة الى هذا الحد وصلت صلاحيات الرئيس الراحل ابو عمار رحمه الله

هذه المعلومات نقلا عن احد السفيرين .

في ظل هذا الحصار المالي مارس رئيس الوزراء في ذاك الوقت كل انواع الضغوط المدعومة اقليميا ودوليا على الرئيس ابو عمار لسحب صلاحياته السياسية والآمنية ايضا الا ان ابو عمار مازال يتمتع في الشارع الفلسطيني بشعبية فائقة والثقة التي لاقاها بعد عودته من كامب ديفيد حينما قال “على القدس رايحين شهداء بالملايين”

أي ابو عما ر حدد خياراته أمام خيار التسوية وهو العمل المسلح والشهادة والجهاد وعند اشتداد الآزمة الداخلية في حركة فتح كثير من الوجوه الصفراء التفت حول الرئيس ابو عمار أمام عباس وبعضهم اتهمه بكرزاي ولا أدري سرعة التبدل الملفتة للنظر لهؤلاء في مواقفهم بعد رحيل الرئيس ابو عمار بساعات حيث اعلنو وفائهم للمشروع الأمريكي واداته الرئيس محمود عباس وفياض .

اردت من هذه النبذة أن أوضح التدرج الذي زرعت به شخصية فياض ليلعب دورا مهما في الساحة الفلسطينية .

وهاهو فياض الآن يمسك بيديه وبدعم اوروبي وعربي كل أوراق اللعبة لحكومة اوسلو بل لقد قفز فياض لمرحلة جديدة من الاداء السياسي والأمني والأقتصادي التي قفزت بكثير عن معطيات اوسلو ونتائجها .

الأزمة بين الرئاسة بقيادة ابو عمار ورئاسة الوزراء مزمنة ولكن هذه المرة آتت الرياح المصطنعة والممولة غربيا للتخلص من ابو عمار لحساب مهندس اوسلو وتياره في داخل حركة فتح وبانضمام الوجوه الصفراء لهذا التيار .

فالآزمة لم تكن بين الرئاسة والحكومة في عهد حماس فقط بل لقد سبقها أزمات في حكومات مهندسي اوسلو سواءا محمود عباس او قريع وخاصة على وزارة الداخلية والحقيبة المالية .

صحيح أن حماس قد تحملت عبئ النتائج لمخطط كبير وضخم في الساحة الفلسطينية هذا المخطط المختلط ببعض عناصر الإقليمية والعشائرية الجغرافية وحدث ما حدث ونال هؤلاء رغبتهم في تقسيم أهم جزء مكدس سكانيا وهو الضفة وغزة وكذلك تقسيم الوطن السياسي للمبادرات الدولية والعربية الخاصة بإقامة الدولة على الضفة وغزة أي السيناريو المعد لإقامة الدولة على الضفة أولا في ظل تبريرات بأن حماس لم تقدم اعتذار لسلطة اوسلو وللشعب الفلسطيني هذه الشروط التي لن تستطيع حماس تنفيذها والا وقعت في خندق المسؤولية التاريخية والوطنية والسياسية والآمنية والتي يأتي تبعاتها الى استدراجها الى خنادق التسوية الأمريكية وهذا ما ترغب به أمريكا وإسرائيل ولذلك هذا المطلب من المستحيل أن تقبل به حماس وهو مرة أخرى مبرر العقدة أمام المنشار وسحب أي خيار للقاء جزئي الوطن مما يساعد على تنفيذ برنامج فياض في الضفة الغربية .

فلقد ابدى فياض وجهة نظره في الانتخابات المبكرة وقال عنها لن تجلب أي فائدة للشعب الفلسطيني هذه هي وجهة نظره وليست من فراغ ، فياض يريد أن يكرس عناصر قوته في الضفة الغربية .

ولكن ماذا عن فتح وقواها المنهارة وأطرها المشتتة وكوادرها التي تئن أنفاسهم من شدة المرض الذي أصاب الحركة عن طريق استبداد وهيمنة عناصر اوسلو وكوادرها ومهندسيها .

بالتأكيد أن اللعبة قد خرجت من بين يدي حركة التحرر الوطني الفلسطيني وأصبحت الأمور السياسية والمالية والأمنية في يد شخصية لا تمت بصلة لأي فصيل مقاوم لا داخل منظمة التحرير ولا خارجها ، من المهام الرئيسية لحكومة فياض ولشخصية فياض توظيف جمهرة حركة فتح لبرنامج فياض وتوظيف الوجوه الملونة في حركة فتح لخدمة هذه الحكومة عن طريق كثير من الاغراءات التي تمكن من الحصول عليها من إسرائيل وأمريكا ودول غربية واقليمية .

وأستعجب لكثير من التقارير التي تم تناولها خلال الآيام القليلة السابقة حول الخيارات لخلافة عباس الذي رغب في انهاء حياته السياسية لدورة الرئاسة القادمة بل الذي وضع شرطا لإستمراره في الرئاسة بمدى تجاوب إسرائيل وأمريكا في إعطائه ما هو معقول في مؤتمر الخريف القادم ويعلم عباس أنه لن ينال من هذا المؤتمر أكثر من بنود على ورق ولأن اسرائيل لم تنفذ ما وعدت به من اعادة انتشار في المدن للأن ومن ناحية اخرى اتفاق ما يسمى بالعفو العام عن المطلوبين لبعض فئات كتائب شهداء الأقصى نقضت اسرائيل هذا الاتفاق الاسبوع الماضي باعتقال اثنين من المطلوبين الذي تم العفو عنهما بموجب القرار الإسرائيلي والتفاهم الامني مع تل الريح والعناصر الأمنية لسلطة اوسلو مما جعل كتائب شهداء الأقصى أن تأخذ موقفا مضادا وتكثف عملياتها في الضفة الغربية ,.

فياض على رأس مهامه الخطة الإقتصادية المزمع تنفيذها واهمها اللقاء الاقتصادي بين فياض وحكومة اسرائل في الأيام القليلة القادمة ويعول فياض على الوضع الإقتصادي كآلية لتطويع الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية لبرنامجه الذي يلغي المقاومة وبناء المؤسسات الأمنية التي ترتبط في غرفة واحدة مع المؤسسات الأمنية الاسرائيلية والامريكية وربما بعض الدول العربية .

اذا قيادات حركة فتح امامها خيارين :

الخيار الأول للقيادات الملتزمة التي انتزعت من بين يديها كل عناصر القوى أن تجلس في بيوتها كما هو حادث لبعض أعضاء اللجنة المركزية خارج الوطن وداخله ، اما المجلس الثوري لإأصبحت قصتهم قصة راتب وليست قصة برامج نضالية والخيار الثاني الذي أخذت به الوجوه الملونة وهي انحيازها لحكومة فياض ودعمها لتلك الحكومة التي من مهامها الرئيسية انهاء حركة التحرر الفلسطيني برمتها تحت شعار “من الثورة الى الدولة”

مرة أخرى الغريب أن تقوم تلك التقارير بتناول اسم مروان البرغوثي أو مصطفي البرغوثي أو دحلان اما ابو ماهر غنيم المفوض العام للتعبئة والتنظيم المعارض لأوسلو بشدة فإذا صح القول وعرض عليه الخلافة بدلا من عباس فإن ذلك هو مناورة من قبل تيار اوسلو فقط لا غير ولأن ابو ماهر غنيم وقيادته لتنظيم حركة فتح المطلوب انهائها في هذه المرحلة ليس مقبولا لدى الامريكان والإسرائيليين ولأنه يمثل حركة التحرر الوطني الفلسطيني المستهدفة اما باقي المرشحين التي تناولت أسمائهم التقارير فإنها تبتعد عن الحقيقة وما هو مخطط .. المرشح للفترة القادمة في اعتقادي وفي ظل اقصاء غزة عن الضفة هو فياض فدحلان اوراقه ضعيفة جدا لأسباب متعددة حدثت في الشهور الماضية ومصطفى البرغوثي شخصية وطنية غير مرغوب فيها أما مروان البرغوثي وبصرف النظر عن الدور الذي تحدثت به بعض التقارير هو اعداد مانديلا فلسطين من بعض الدول الاقليمية والدولية فهو ايضا مستبعد أيضا في وجهة نظري ولأن مروان البرغوثي يبقى ابنا من أبناء حركة التحرر الوطني المطلوب التجهيز عليها في هذه الفترة اما جماهيرها فهي مطوعة آليا لحكومة فياض ويبقى فياض هو البرنامج الامريكي الأقوى لقيادة الساحة في الضفة الغربية مالم تحدث متغيرات مفاجئة من عناصر العمل الوطني في غزة والضفة وفي اعتقادي السكوت على هذه السيناريوهات خطيئة واكبر من خطأ .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 23 / 2178098

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

28 من الزوار الآن

2178098 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 27


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40