الثلاثاء 5 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

احتقان وبوادر انتفاضة بالقدس

الثلاثاء 5 تشرين الأول (أكتوبر) 2010 par عوض الرجوب

تسود حالة من الاحتقان والغليان أغلب الأحياء والبلدات الفلسطينية داخل وفي محيط مدينة القدس المحتلة، الأمر الذي اعتبره مقدسيون بذرة لانتفاضة جديدة يمنع اندلاعها غياب الغطاء السياسي.

وتفاقم الاحتقان منذ استشهاد الشاب المقدسي سامر أبو سرحان (38عاماً) برصاص مستوطنين في حي سلوان، ثم اعتقال اثنين من أشقائه في 22 سبتمبر/أيلول الماضي.

وتأزم الوضع داخل المدينة المقدسة بشكل أكبر - حسب شخصيات مقدسية تحدثت لـ «الجزيرة نت» - بسبب جملة إجراءات اتخذتها سلطات الاحتلال في الآونة الأخيرة، منها إخطار نحو عشرين ألف منزل بالهدم، واعتقال عشرات المقدسيين، وتزايد نسبة الفقر.

[**بذور انتفاضة*]

«الاستفزازات «الإسرائيلية» ستولّد انفجاراً داخل القدس، أو توجد بذور انتفاضة جديدة، وكل المؤشرات تدل على ذلك»، وفق ما يراه مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري.

[**

الاستيطان يزحف على القدس والاحتلال أخطر الكثير من العائلات بهدم منازلها

*] وذكر من مؤشرات تأزم الوضع قَتل عامل فلسطيني حاول دخول القدس للبحث عن عمل الأحد الماضي، وقبل ذلك مشاركة الآلاف في جنازة الشهيد سامر سرحان في منطقة سلوان، والذي قال عنه إنه «قتل بدم بارد».

وأضاف أن عدد مشيعي الشهيد سرحان تجاوز خمسة آلاف، غالبيتهم الساحقة من الشباب، وهو مشهد مختلف عن الجنازات السابقة التي كان يشارك فيها مئات المشيعين معظمهم من الشيوخ وكبار السن.

وأكد أن حالة من الاحتقان والاستفزاز خيمت على المشيعين «لأن استشهاد الشاب المقدسي سرحان جعل من كل مقدسي إنساناً معرضاً للتصفية الجسدية أو المعنوية».

وأضاف أن إخطار آلاف البيوت بالهدم، ونشر الحواجز في الطرقات واستفزاز الشباب على الحواجز أثناء ذهابهم إلى أعمالهم وعودتهم منها، وتردي الوضع الاقتصادي وبقاء 68% من السكان و77% من الأطفال تحت خط الفقر، وحملة سحب الهويات المكثفة للمقيمين خارج الجدار «كلها عوامل قد تؤدي إلى انفجار في القدس».

وبين أن الدفاع عن القدس في المرحلة الراهنة «دفاع ذاتي» في غياب المستوى الرسمي الفلسطيني والعربي، مستشهداً بتضحية نحو عشرين ألف مقدسي ببناء بيوتهم لتثبيت وجودهم في القدس رغم خطر الهدم.

وقال إن القدس تبني وتصمد «دون الاعتماد على أحد» موضحاً أن المبالغ التي خصصتها السلطة والعرب للقدس لم يصل منها شيء، بما في ذلك الأموال التي أعلن عنها في القمة العربية الأخيرة في مدينة سرت الليبية.

وأشار إلى أن المبالغ المخصصة من «السلطة الفلسطينية» لا تتجاوز عشرين مليون دولار، مقابل «دعم سخي وغير محدود» من الجهات الرسمية «الإسرائيلية» والجمعيات الاستيطانية لمشاريع التهويد الاستيطان.

[**الغطاء السياسي*]

من جهته أكد مسؤول ملف القدس في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، حاتم عبد القادر، أن حملة اعتقالات واسعة نفذت بحق المقدسيين خلال الأيام العشرة الأخيرة، رافقتها حملة إبعاد للمقدسيين عن المسجد الأقصى.

[**

عبد القادر أكد تصاعد وتيرة إبعاد المقدسيين عن المسجد الأقصى

*] وقال إن الاعتقالات شملت أكثر من 250 شخصاً، العشرات منهم من حركة «فتح»، مشيراً إلى أن جهاز الأمن «الإسرائيلي» نفذ عمليات الاعتقال في حي سلوان والأحياء الأخرى مؤخراً.

وأكد عبد القادر الإفراج عن عشرات المعتقلين، وبقاء عشرات آخرين رهن التحقيق أو في السجون بانتظار لوائح الاتهام، موضحاً أن أغلبهم يواجه تهمة «إثارة الشغب» حسب الرواية «الإسرائيلية»، وخاصة إلقاء الحجارة على سيارات الشرطة والمستوطنين.

من جهة أخرى أكد عبد القادر تصاعد وتيرة إبعاد المقدسيين عن المسجد الأقصى، مشيراً إلى أن الإبعاد شمل شخصيات دينية وسياسية وحراس المسجد الأقصى ومواطنين أبرزهم رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، إضافة إلى تمديد إبعاده هو (حاتم عبد القادر) لستة أشهر جديدة.

وخلص إلى أن الوضع المحتقن داخل القدس «قابل للاشتعال في أي لحظة»»، مضيفاً «أن أي انتفاضة جديدة ستنفجر من القدس، لكن هذا يحتاج إلى غطاء سياسي غير متوفر الآن».

- [**المصدر : «الجزيرة نت»*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2165344

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2165344 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010