الأربعاء 29 أيلول (سبتمبر) 2010

مجرم جديد في هيئة الأركان «الإسرائيلية»

الأربعاء 29 أيلول (سبتمبر) 2010 par د. فايز رشيد

رغم موافقة الحكومة «الإسرائيلية» على تعيين الجنرال يواف غالانت رئيساً لأركان الجيش، بناء على اقتراح من وزير الدفاع باراك، ووفقاً للعديد من الصحف «الإسرائيلية»، ليس متوقعاً أن تنتهي ما اصطلح على تسميتها في «إسرائيل» بـ (حرب الجنرالات) الخفية، فمنصب رئيس هيئة الأركان هو منصب فائق الأهمية لدى العدو الصهيوني، فهو المنصب العسكري الأهم، وبالتأكيد فإن من يحتله، يضع الأساس لتسلمه مستقبلاً منصباً سياسياً مهماً في الحكومة بعد تقاعده، فمعظم رؤساء الأركان يتسلمون أماكن رفيعة في ما بعد، فمن بين الـ 17 رئيساً سابقاً للأركان، احتل اثنان منهم منصب رئيس الوزراء، إسحق رابين، وايهود باراك، ومعظمهم تسلم حقيبة وزير، ومن أبرزهم : موشيه دايان، شاؤول موفاز، وغيرهما كثير.

رئيس هيئة الأركان الجديد أتُّهم قبيل تعيينه بإصدار استراتيجية عمل له تظهره كمرشح أبرز بين متنافسين عديدين، لاحتلال الموقع الاستراتيجي المذكور. وكما كشف عنها التلفزيون «الإسرائيلي»، هي عبارة عن وثيقة تحتوي سلسلة توصيات صادرة عن مكتب الدراسات والاستشارات «الإسرائيلي» الذي يرأسه إيال أراد مدير مكتب ومستشار سابق لرئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون (بإيعاز من غالانت وبالتنسيق معه)، تُظهر تفوق غالانت على خصومه الأربعة المرشحين للمنصب، (بني جانس نائب قائد الجيش، جادي ايزنكون قائد المنطقة الشمالية، آفي مزراحي قائد المنطقة الوسطى، جادي أشميني الملحق العسكري «الإسرائيلي» في الولايات المتحدة)، بما يجعله مرشحاً أبرز لرئاسة الأركان. بالطبع فإن المرشحين الآخرين انزعجوا من ظهور الوثيقة، التي نفى إيال أراد صدورها، من الأساس.

المعروف عن غالانت وفقاً لمصادر عديدة؛ ميله الطاغي لاستخدام القوة العسكرية بعيداً عن السياسة، وهو من أشد المنادين بضرب المنشآت النووية الإيرانية، وهو قاد العدوان الدامي والمدمر على قطاع غزة نهاية عام 2008، وبداية عام 2009، والذي انتهى باستشهاد 1400 فلسطيني كلهم من المدنيين، وتسبب بجروح لحوالي خمسة الآف فلسطيني، باختصار : حاولَتْ هذه المصادر إظهاره كشخص دموي بالمقارنة مع المرشحين الآخرين.

لكن السؤال : من هو رئيس الأركان «الإسرائيلي» منذ إنشاء الكيان الصهيوني حتى اللحظة، لم يكن دموياً، وسفاحاً باقتراف المجازر في التعامل مع الفلسطينيين والعرب؟.

وفي الجواب نقول لا فرق كبيراً بين هذا الضابط أو ذاك في المؤسسة العسكرية الصهيونية، كلهم رضعوا حليب العنصرية والفوقية والاستعلاء والقتل منذ طفولتهم، وتغذوا على العداء للفلسطينيين والعرب في مدارسهم وجامعاتهم وحياتهم العملية، يتنافسون في قتل المدنيين وفي استعمال الأسلحة المحرمة دولياً في حروبهم، يقصفون الأهداف ممنوعة القصف وفقاً للقوانين الدولية : المستشفيات، المدارس، أماكن العبادة، سيارات الإسعاف.

كلهم يشاركون في اقتراف حرب التطهير العنصري الممارسة من قبل «إسرائيل» على مدى تاريخها، وإجبار العرب على مغادرة وطنهم واقتراف المجازر والمذابح بحقهم، وفي قتل أسرى الحروب العرب (كما حدث في حربي «إسرائيل» في العدوانين في عامي 1956 و1967.

إن من يصل إلى منصب رئاسة أركان الجيش «الإسرائيلي» بدءاً من يعقوب دوري (رئيس الأركان الأول) وصولاً إلى يواف غالانت (المعيّن حديثاً) يتوجب أن تكون يداه مغمستين بالدماء، وأن يكون قد اختُبر في حروب عدوانية خاضتها «إسرائيل».

من أبرز الحقائق الصهيونية، أن «إسرائيل» عبارة عن جيش له دولة، وليست مثل باقي دول العالم، التي لكل دولة منها جيش. ما يسمى بالقادة السياسيين «الإسرائيليين» هم في أغلبيتهم ممن خدموا في الجيش «الإسرائيلي» وممن احتلوا مناصب مهمة فيه، (وللأسف لا يتسع المجال لسرد جرائم القادة العسكريين «الإسرائيليين» بدءاً برؤساء الأركان الثمانية عشرة وصولاً إلى القادة السياسيين الحاليين).

ملخص القول، أن لا فرق بين المرشحين لمنصب رئاسة الأركان «الإسرائيلية»، فكلهم قتلة، ورئيس الأركان المعين هو مجرم جديد يضاف إلى سلسلة مجرمين.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 20 / 2177619

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

30 من الزوار الآن

2177619 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 30


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40