الخميس 23 أيلول (سبتمبر) 2010

«هآرتس» : ضغوط امريكية واوروبية حثيثة لثني الدول العربية عن مشروع قرارها القاضي بضم «إسرائيل» الى معاهدة الحد من إنتشار الأسلحة النووية

الخميس 23 أيلول (سبتمبر) 2010 par زهير أندراوس

في العام 2004 قام محمد البرادعي بزيارة الى الدولة العبرية بصفته مديراً لوكالة الطاقة النووية ومقرها جنيف السويسرية، ولكن سلطات الدولة العبرية منعته من زيارة المفاعل النووي في ديمونا لأسباب أمنية، وكانت الخطوة «الإسرائيلية» مثار جدل في الأوساط السياسية والإعلامية في الغرب، إلا أن ذلك لم يمنع اركان «تل ابيب» من مواصلة التكتم على الأسرار النووية، بموجب سياسة الضبابية المنتهجة منذ إقامة «إسرائيل» في العام 1948.

وفي هذا السياق يشار الى أنّ مدير لجنة الطاقة الذرية «الإسرائيلية» شاؤول حوريف قال، بحسب ما افادت به صحيفة «هآرتس» العبرية ان حملة يقودها العرب لعزل بلاده في الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي ضد القانون الدولي وقد تقوض اجراءات الحد من التسلح في «الشرق الاوسط»، على حد تعبيره.

ويسلط التحذير الضوء على بواعث قلق الولايات المتحدة بخصوص إمكان أن تفسد الجهود العربية في الوكالة التابعة للأمم المتحدة خطة عقد مؤتمر في عام 2012 للعمل على إقامة منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل في «الشرق الأوسط».

وتابعت الصحيفة قائلة ان حوريف صرح في المؤتمر العام للوكالة في فيينا قائلاً : اود ان اعلن عالياً وجلياً موقف «إسرائيل» ان القرار المقترح لا يتوافق مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي واعرافه ولا ينطبق عليه التفويض الممنوح للوكالة كما جاء في ميثاقها التأسيسي، على حد وصفه.

جدير بالذكر ان الدول العربية تقدمت في الإجتماع السنوي للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية المكونة من 151 عضواً هذا الأسبوع بمشروع قرار غير ملزم يدعو «إسرائيل» الى الإنضمام الى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية في تكرار لخطوة مماثلة في اجتماع العام الماضي.

وتقول «إسرائيل» التي يعتقد على نطاق واسع انها الدولة الوحيدة المسلحة نووياً في المنطقة انها لن تبحث الإنضمام الى معاهدة حظر الإنتشار النووي إلا بعد احلال السلام الشامل في «الشرق الاوسط». وتقول الدول العربية أنه لا يمكن ان يتحقق السلام في «الشرق الأوسط» الى ان تتخلى «إسرائيل» عن الأسلحة النووية، واشارت المصادر الى ان الدولة العبرية لم تؤكد قط او تنفي امتلاك قنابل ذرية في اطار سياسة غموض لردع خصومها من العرب والمسلمين.

وقال حوريف ايضاً ان «إسرائيل» هي الدولة الوحيدة التي تم انتقاؤها وطلب منها اتخاذ قرار يتعارض مع صميم مصالحها الوطنية.

وقال حوريف في المؤتمر ان المجتمع الدولي في مفترق طرق حساس في مجال مواجهة التهديدات الجوهرية التي يفرضها عدد قليل من الدول، تلك الدول تتحدى النظام العالمي وتعرض السلم والأمن الإقليميين والدوليين للخطر. إنه لمن الواجب على المؤتمر العام ان يمنع تلك الدول الأعضاء من احداث اضرار لا يمكن إصلاحها بنظام منع الإنتشار وبالوكالة ذاتها.

ولفتت المصادر السياسية في «تل ابيب» الى ان الولايات المتحدة وحلفاءها حثوا الدول العربية على سحب مشروع القرار قائلين أنه يمكن ان يقوض المؤتمر الذي اقترحت مصر عقده عام 2012 ويبعث برسالة سلبية الى محادثات السلام «الإسرائيلية الفلسطينية» المباشرة.

واشار مسؤولون امريكيون الى أنه من غير المرجح ان تحضر «إسرائيل» المؤتمر اذا تم استهدافها في الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتفيد التقارير الإعلامية ان الولايات المتحدة وافقت عام 1969 على انها لن تضغط على «إسرائيل» بشأن اسلحتها النووية طالما التزمت «إسرائيل» بعدم القيام بأي اختبار نووي او اكدت علنياً انها قامت بأحد هذه الإختبارات.

وتعتبر «إسرائيل» القوة النووية الوحيدة في «الشرق الأوسط». ويقدر خبراء أجانب ان ترسانتها تحتوي على ما يقدر بمائة الى ثلاثمئة رأس نووية، إلا أن «إسرائيل» تمتنع الى الآن عن نفي او تأكيد ذلك متبعة سياسة التباس متعمد بهذا الصدد، إلا أن عالماً «إسرائيلياً» قال انّه انه ينبغي على «إسرائيل» ان تنهي الصمت الذي استمر عقوداً بشأن قدراتها النووية وان تفتح مفاعلها النووي للتفتيش.

وقال عوزي ايفين استاذ الكيمياء في «جامعة تل ابيب» والذي عمل سابقاً في مفاعل ديمونة انّ الحملة التي يقودها اوباما من اجل تخفيض الأسلحة النووية على مستوى العالم هي علامة على ان الأوان قد تغير وان على «إسرائيل» التجاوب.

وبرأي عدد من المحللين فانّ سياسة غموض المركز «الإسرائيلي» في المجال العسكري النووي شكلت ورقة للإبنزاز في سياق امكانية تغير الموقف الأمريكي المؤيد لـ «إسرائيل»، ونقل عن بعض صنّاع القرار في الدولة العبرية قولهم انّ الدولة العبرية قادرة على التصرف بصورة غير مسؤولة وبصورة جنونية، مضرة بالمصالح الأمريكية في «الشرق الأوسط»، ان غيرت واشنطن سياستها حيال هذه المنطقة او ان تصرفت على نحو لا يعتبره ساسة «إسرائيل» مراعياً لمصالحها.

يشار الى ان وزير الأمن «الإسرائيلي» ايهود باراك أعلن موخراً أنّ «بلاده» ستستمر في سياسة الغموض التي تتبناها بشأن برنامجها النووي، واضاف ان موقف الولايات المتحدة إزاء ذلك لم يتغير. وقال باراك ان هذه سياسة جيدة ولا حاجة لتغييرها.

يوجد إتفاق كامل مع الولايات المتحدة حيال هذا الأمر. وزاد باراك قائلاً أنّه لا يوجد خطر ان يحصل مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية على حق تفتيش مفاعل ديمونة النووي «الإسرائيلي».

واضاف ليس هناك خطر على الترتيبات التقليدية القائمة بين «إسرائيل» والولايات المتحدة بهذا الشأن، وأعلن باراك أنّه التقى الرئيس باراك اوباما ومسؤولين امريكيين آخرين، وكلهم أخبروه أن جهود نزع السلاح النووي تستهدف إيران وكوريا الشمالية.

يذكر أن «إسرائيل» تتمسك بما يدعى بسياسة الغموض النووي حيال برنامجها النووي منذ افتتاح مفاعل ديمونة «الإسرائيلي» في صحراء النقب عام 1965. ودعا الرئيس الأمريكي «إسرائيل» الى الإنضمام الى معاهدة منع إنتشار الأسلحة النووية، رافضاً في الوقت نفسه التعليق على موضوع الترسانة النووية «الإسرائيلية».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2177234

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2177234 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 3


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40