الخميس 9 أيلول (سبتمبر) 2010

الثمن بخس يا أبو الغيط

الخميس 9 أيلول (سبتمبر) 2010 par د. عبد الستار قاسم

أعلن كبير وزراء خارجية الأنظمة العربية أنه سيتم تعويض الفلسطينيين بما قيمته 40,000,000,000 $ أمريكياً في حال التوصل إلى سلام وذلك كتعويض للفلسطينيين عن ممتلكاتهم، أو بالأحرى عن وطنهم، ولدعم إقامة دولة فلسطينية (طبعاً وكيل أمني لـ «إسرائيل») في الضفة الغربية وغزة إذا تم توقيع اتفاقية سلام. ولا أظن أن أبو الغيط وحده هو الذي أتى بهذا الرقم، ولا بد أنه رقم يتم تداوله في مختلف الأوساط الدبلوماسية الذي لا تخرج «السلطة الفلسطينية» عن نطاقه ودوائره. أي أن رقم أبو الغيط هو رقم يوافق عليه المفاوضون العرب ومن يؤيدهم، والصرف التدريجي ينتظر التدرج في جرّ الشعب الفلسطيني إلى حفرة العار النهائية.

حسب رقم أبو الغيط، يراوح نصيب كل فلسطيني حوالي 4,000 $، على اعتبار أن عدد الشعب الفلسطيني يقترب من عشرة ملايين. وبما أن عدد أفراد اسرتي ستة أشخاص، فإن نصيبنا يكون 24,000 $. يبدو المبلغ ليس سيئاً جداً للوهلة الأولى، لكن الأمر يختلف عندما نحسب جيداً.

فقد جدي عام 1948، 240 دونماً مزيتنة (مزروعة زيتوناً) من الأرض (حوالي 60 فداناً)، ونصيبي من هذه المساحة الآن حوالي ست دونمات. ثمن الدونم الآن يراوح حوالي 25,000 $، أي أن قيمة الأرض تساوي 150,000 $. وأنا فقدت في الجدار 9 دونماً من الأرض الزراعية المروية، قيمة كل دونم تراوح 15,000 $، والقيمة الكلية تراوح 135,000 $.

أما أسرة زوجتي ففقدت حوالي 25,000 دونماً في مرج ابن عامر عام 1948، ونصيب زوجتي منها الآن 27 دونماً. قيمة الدونم تراوح 30,000 $، والقيمة الكلية تبلغ 810,000 $. وفقد جد زوجتي بيتاً في حيفا، تقدر قيمة الأرض التي يقوم عليها الآن بحوالي 1,000,000 $، ونصيب زوجتي منها الآن حوالي 75,000 $.

أي أن ثمن ممتلكاتي وأفراد أسرتي الآن يبلغ 1,170,000 $.

هذا ولم تحسب يا سيد أبو الغيط أمرين :

1- المكاسب المترتبة على استخدام الأرض على مدى السنوات، وأجرة البيت والأرض التي يقوم عليها؛

2- لم تأخذ بالاعتبار أنك تريدني أن أبيع وطناً، وليس مجرد قطع أرض. الوطن يا أبو الغيط أغلى من قطعة الأرض، فهل لديك ثمن له؟ واضح يا أبو الغيط أنك نصاب كبير وعالمي، فكيف تريد أن تدفع لي ولأفراد أسرتي فقط 24,000 $ في حين أن ثمن ممتلكاتي أعلى بستين مرة، والوطن لا يقدر بثمن؟

ومن الوارد أنك لن تعطيني هذا المبلغ، وستدفعه «للسلطة الفلسطينية» التي لا أئتمنها على صوص (فرخة) ميت. أي تريد ومن معك من فلسطينيين وعرب وأجانب أن تأكلوا علي وعلى غيري ممتلكاتي ووطني. أليس كذلك؟

وأود أن أسألك فيما إذا كانت أعراض العرب معروضة للبيع أيضاً، وأنت تعلم أن من يبيع وطنه يبيع أمه وأخته وامرأته. بإمكانك أن تسأل قادة أنظمتك العربية عن الثمن المدفوع إذا كانت أعراض العرب تعجب أهل الغرب، وتعلن لنا عن المسألة في تصريحاتك القادمة.

سيد أبو الغيط : فلسطين ليست للبيع، وكذلك مصر ونجد والحجاز. أرض العرب ليست للبيع، وليست للمساومة، وليست للمداولات؛ وأنتم الذين تسمسرون وتساومون ستطحن رؤوسكم حجر الرحى. أنتم سماسرة متوجة رؤوسكم بالخزي والعار، لا تحلو لها سوى الأوحال.

هل تعرف يا سيد أبو الغيط من هو حامل البشكير (الفوطة، المنشفة) على باب بيت الدعارة؟ هو أنت ومن معك.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 29 / 2181082

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2181082 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40