السبت 30 أيلول (سبتمبر) 2017

الثورة الفلسطينية لم تتحقق بعد

السبت 30 أيلول (سبتمبر) 2017 par زهير ماجد

كثيرا ما يلفت نظري كتابات عن محاربة الشيخوخة، فأفكر على الفور كيف نحتاط للحفاظ على شباب فلسطين من شيخوخة قاهرة؟ ولكي نصل إلى هذه المعادلة، نتطلع إلى الشباب الفلسطيني الذي يترجم في هذه الأيام السر الذي لم تعد تفهمه القيادة الفلسطينية، وهو الانفجار الثوري المقسط.
تقول بعض النظريات إن الثورة الفلسطينية الحقيقية لم تبدأ بعد، لا شك أن علاماتها البسيطة تظهر ثم تخبو، كمثل ذلك الشاب الذي قتل قبل أيام قليلة ثلاثة من الصهاينة بطريقة جريئة تعبر عن خيار الشهادة الذي سبق إقدامه على هذا الفعل.
ليس كل شباب فلسطين لديهم تلك المساحة من الإقدام على عمل تسبقه شهادتهم المؤكدة، لكن كل الفلسطينيين هم مع خيار الثورة .. إن هذا الجزء الذي يدرب نفسه على هذا الخيار لن تقوم ساعته إلا إذا تجاوز ذاته أولا، وتمكن من أن يعيد الأرضية التي تسمح له بالمناخ الثوري، وأن يشكل قيادته بخياره لا بخيار الأنظمة كما مر في السابق.
هنالك دائما ميول إلى ميوعة لإنهاء القضية على قواعد متعددة، منها تغيير الواقع الاجتماعي والاقتصادي للفلسطينيين نحو الأحسن، وهذا قد يحقق لهم وضعا يؤدي إلى نسيان قضيتهم. لكن الذي ثبت أن معظم الفلسطينيين الذين أثروا ثراء فاحشا أو متوسطا أو حتى عاديا، ارتبطوا أكثر بقضيتهم، فساهموا بأموالهم وبطلاتهم الإعلامية من أجل فلسطين.. أعرف بعضا منهم، كيف أن حماسهم لوطنهم السليب كان في أوجه دائما، ولم يكن يوما إلا وعبر عن نفسه بأنه فلسطيني ومن أصل فلسطيني.
لا شك أن السنوات التي عاشتها “الثورة” الفلسطينية منذ منتصف الستينيات وحتى أوسلو، كانت تجربة الوضوح الكيفي الذي يأخذ إلى فلسطين. هنالك أزمة في القضية تقوم على فكرة أن لا أرضية تنطلق منها الثورة إن انطلقت إلا من محيط فلسطين، وهذا بحد ذاته عملية معقدة وصعبة، لأن ما من قطر عربي يقبل بتحويل واقعه إلى هانوي، فكيف نصنع القطر العربي الذي عليه أن يتحمل عبء مرحلة ثورية بكل آلامها ومخاضها؟
نفرح كثيرا كلما سمعنا ورأينا عملا بطوليا فرديا في فلسطين المحتلة، هي عملية تذكر وتذكير، تذكر لهذا المقاوم بحتمية أهدافه، وتذكير للعالم كما كان يقول غسان كنفاني كي يطلق سؤاله: لماذا يقتل هذا الفلسطيني وما هو السبب؟
لعل مرحلة السبعينيات من القرن الماضي كانت أكثر إضاءة على فلسطين من خلال تجليات مجاميع فلسطينية توقف بها الزمن عندما خرجت من بيروت مما دفع الشاعر محمود درويش ليكتب بأن بيروت “خيمتنا الأخيرة” وقد كانت كذلك بالفعل، فما قدمته العاصمة اللبنانية لهذا الإرهاص الثوري وصل إلى حد أن تكون بالفعل هانوي التي يتم البحث عنها عربيا.
ويظل السؤال حول جدوى عمليات من نوع الطعن أو القتل بالمسدس أو الدهس وغيره من الأنواع؟ نقول إنها الضرورة للرد على المفلسين من الفلسطينيين من جهة، ومن جهة أخرى لبقاء الأمل في ما هو آتٍ ثوريا، ومن ثم إفهام الإسرائيلي أن كل خططه ومفاهيمه تظل بلا عنوان.
تأمل كبير بأن يتسنى لأي جيل فلسطيني أن يفجر ثورته الحقيقية، ربما كما يقول البعض أو يضع فكرته في صيغة سؤال: هل يتمكن حزب الله من أن يفجر في المستقبل ما هو منتظر فلسطينيا؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 44 / 2165536

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع زهير ماجد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

5 من الزوار الآن

2165536 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010