الجمعة 12 أيار (مايو) 2017

20 رصاصة وعدالة غائبة

الجمعة 12 أيار (مايو) 2017 par علي قباجة

خرج نتنياهو متبجحاً بفيديو قصير وجهه للغرب، يخبرهم فيه بأن السلطة الفلسطينية تحرض الأطفال الفلسطينيين، وتزرع في نفوسهم كره الاحتلال، لكن ما هي إلا دقائق معدودة مضت على ادعائه الكاذب، إلا وجنوده وعلى بعد أمتار من مسكنه الاستيطاني، يقدمون على قتل طفلة فلسطينية بريئة بعشرين رصاصة، أعدموها بدم بارد، دون أن تشكل لهم أدنى تهديد، لتحطم باستشهادها كذب الاحتلال الممجوج، الذي يحاول الكيان عبثاً أن يروج له، فلن يغير حقيقة الذئب ارتداؤه مسوح الحمل.
الكيان يحاول أن يروج للعالم بأنه «الديمقراطية المُثلى» في وسط دولي متوحش، ليدفع عنه بذلك اتهامات الإجرام، ويحاول بادعائه هذا إسقاطها على من احتل أرضهم، ويسهم في ترويج هذا الكذب إمبراطوريات إعلام تدعمها الصهيونية، لكن كل الحشد الإعلامي المزيف حطمته وقائع الميدان، فلا يمكن إخفاء حقائق تفيد بأن جنوداً مدججين بشتى أنواع الأسلحة قاموا بقتل طفلة بريئة، بزعم أنها تحمل سكيناً! أو قتلهم لأخرى وبعشرات الطلقات، لأنها تحمل مقصاً! ومن ثم تأكيد القتل برصاصات في الرأس.
الجيش الذي يحاول أن يروج نفسه على أنه أخلاقي، تهشمت صورته الكرتونية أمام أطفال عزل، ونتنياهو الذي يدعي المسكنة.. يداه ملطختان بالدماء، وحكومته أوغلت بالإجرام حد أذنيها؛ لذا فعلى العالم قول كلمته، وعدم الاكتفاء بالمشاهدة، وإلا فإنه سيكون شريكاً بهذا الإجرام، والعدالة التاريخية لن ترحمه.
كل يوم تُرْتَكَبُ جريمة بحق أطفال ونساء، دون أن يكون للجنود المرتزقة القتلة أي عقاب؛ حيث إنهم يتلذذون بإعمال بنادقهم بأجساد الفلسطينيين العزل، دون محاسبة لهم سواء داخل الكيان الذي يكرمهم على إجرامهم هذا، أو المنظمات الدولية التي تدعي أنها تحمل لواء الإنسانية وحقوق الأفراد والجماعات، وكل مظلوم في هذه المعمورة.
«إسرائيل» لن تتوقف أبداً، إلا بوجود رادع يجبرها على ذلك، وإلا فإن نزيف الدماء سيتواصل ويزداد، وهذا الرادع لا يكون بإدانة وشجب وبيانات استنكارية...، فلا بد أن تكون هناك قوة موازية تجعل الاحتلال يعيد حساباته، ويفكر ألف مرة قبل أن يقدم على ارتكاب جرائمه. فعلى السلطة الفلسطينية التصدي لجنود الاحتلال على الأقل في مناطق سيطرتها، واستخدام اللغة الخشنة لحماية الأطفال، في حين يتطلب من الدول العربية، استخدام كل أساليبها الضاغطة وعناصر قوتها، والقول كفى لهذه الجرائم، التي نال منها العرب الكثير.
القتل اليومي لا بد أن يُقابل بعدالة، وهذه العدالة لا يمكن الحصول عليها من مجتمع دولي منحاز؛ لذا فالمفترض من العالم الإسلامي وكل من تهمه القضية الفلسطينية أن يضع خطة حقيقية بمعزل عن المجتمع الغربي تفرض على «إسرائيل» إعادة الحقوق لأصحابها، وتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني الأعزل.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 36 / 2165611

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع علي قباجة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2165611 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010