الجمعة 14 نيسان (أبريل) 2017

مجزرة وصمت مطبق

الجمعة 14 نيسان (أبريل) 2017 par علي قباجة

ارتقى شهيد ثان متأثراً بجراحه في المجزرة المروعة، التي ارتكبها الاحتلال في «مخيم الجلزون» قرب رام الله، باستهدافه سيارة بها أربعة فتيان برشقات من الرصاص، استشهد خلالها الفتى محمد حطاب، وأصيب ثلاثة بجروح خطرة ارتقى أحدهم قبل يومين، ويُدعى جاسم نخلة.
جريمة مكتملة الأركان استهدفت قاصرين مدنيين غير مسلحين، لم يشكلوا أدنى خطر على كيان الاحتلال. الاعتداء لم يكن له أي مبرر إطلاقاً، وما زعم الاحتلال، لاحقاً، بأن الفتيان شنوا هجمة ب«المولوتوف» إلا محاولة منه للتخفيف من وطأة الجرم.
العالم صم آذانه، وأغلق عينيه عن هذا الإجرام والقتل الممنهج والمدروس، ولم تكن له ردود فعل أو استنكارات، أو حتى دعوات لتشكيل لجنة تحقيق، في حين أنه في المقابل صدع رؤسنا عندما أُسِر ثلاثة مستوطنين ثم قتلوا بالخليل عام 2014؛ حيث زعم يومها أنهم فتية مدنيون رغم أنهم جنود متدربون، كما غض الطرف عن الحرب التي شنها الكيان على غزة انتقاماً لهم.
كل يوم يثبت المجتمع الدولي أنه أعور لا يرى الإجحاف الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، ولا يرى إمعانه في قتل حياة الفلسطينيين سواء بالتصفية المباشرة أو من خلال المصادرات اليومية، وتدنيسه للمقدسات، وفي مقدمتها الأقصى المبارك، واقتلاع المساكن والأشجار المعمرة من جذورها.
لكن ما الفائدة من جلد العالم لتقصيره، وحال الفلسطينيين يسير من سيئ لأسوأ، فهوة الانقسام باتساع، والابتزازات السياسية بين أبناء الوطن الواحد على أشدها، والصراعات الداخلية حتى بين الحزب الواحد لا تهدأ، هذه حالهم مع أنهم يرزحون تحت سياط محتل لا يرقب فيهم إلاً ولا ذمة، ويحاصرهم من كل جانب، ولو استطاع لحجب عنهم وعن شعبهم شعاع الشمس ونسمات الهواء.
الأقصى الآن يدنس يومياً، وتقام فيه الطقوس «التلمودية»، وتذبح في القصور الأموية المحيطة به القرابين، وتقام بجواره الاحتفالات الراقصة. في المقابل، فإن القيادة الفلسطينية مشغولة في القشور، غير آبهة بما يدور على الأرض. فلا هي قادرة على التوجه للمنظمات الدولية بشكل قوي لتفعيل القضية، ولا عازمة على إلغاء «أوسلو» وما انبثق عنه كما كانت تهدد كل مرة.
فلسطين الآن تعيش مرحلة حرجة جداً، فإذا لم توجه الطاقات في طريق صد عدوان الاحتلال ووقفه، فإن البلاد تسير فعلاً إلى هاوية عميقة لا مناص منها. الشعب يريد قيادة حقيقية تملك رؤية تحررية وخطة نضالية شاملة تشترك بها جميع القوى ليتخندق خلفها لتسير به إلى طريق يوصلهم إلى مستقبل بدون احتلال.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 32 / 2177589

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع علي قباجة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

28 من الزوار الآن

2177589 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 27


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40