الجمعة 8 تموز (يوليو) 2016

مقالات ما لن يفهمه نتنياهو وزبانيته

الجمعة 8 تموز (يوليو) 2016 par عوني صادق

الغباء صفة أصيلة من صفات الاستعمار، خصوصاً إن كان من النوع الاستيطاني الإحلالي الذي يشكل بنية الكيان الصهيوني. ومن يحتل أرضاً لشعب آخر ويصر على احتلاله، آملاً أن يسلّم أصحابها له، فهو في منتهى الغباء. وفي الكيان الصهيوني، خارج الهيكل الرسمي للدولة، كثيرون يعترفون ويعرفون أن الاحتلال إلى زوال في نهاية المطاف، فيزعمون أنهم ضد الاحتلال، وضد الاستيطان، وضد القمع غير المبرر للشعب الخاضع للاحتلال. لكنهم لو سئلوا هل يقبلون تفكيك المستوطنات وإخلاءها والعودة إلى حدود 4 يونيو/حزيران 1967 (وليس أكثر من ذلك)، فإنهم يرفضون بحجج كثيرة أولها أن «ذلك غير ممكن بسبب الوقائع التي جدّت على الأرض»! وبعضهم لا يتورع عن القول: لأنهم «في أرض أجدادهم التي وعدهم الله بها»! أما الجالسون في مقاعد السلطة منهم، فهم الأكثر غباء من الجميع!
مع نهاية شهر يونيو/حزيران، نفذ الشبان الفلسطينيون أربع عمليات فدائية، ثلاث في منطقة الخليل، في مستوطنة (كريات أربع)، حيث تسلل الشهيد محمد ناصر الطرايرة (19 عاماً)، من قرية بني نعيم، إلى المستوطنة فقتل مستوطناً وأصاب زوجته بجراح قبل أن يستشهد. والثانية، وجّه فيها شاب النار إلى سيارة بالقرب من (دورا)، فانقلبت وقتل فيها ابن عم رئيس الموساد يوسي كوهين، الحاخام ميخائيل مارك. وعملية ثالثة وقعت في مستوطنة نتانيا، نفذها الشهيد وائل أبو صالح من قرية شويكة/ طولكرم، وقُتل فيها مستوطن وجُرح آخر. والرابعة، كانت كما أعلنت قوات الاحتلال، محاولة طعن نفذتها الشهيدة سارة طرايرة، قريبة الشهيد منفذ عملية (كريات أربع). حدث ذلك خلال (30 ساعة)، وفي وقت تصورت الأجهزة الأمنية أن الهبة الشعبية قد انحسرت وانتهت بفعل إجراءاتها القمعية.
ورداً على العمليات الفلسطينية، وفي افتتاح الجلسة الأسبوعية للحكومة، الأحد الماضي، أعلن بنيامين نتنياهو، أنه سيقدم خطة لزيادة الاستيطان في الضفة الغربية، كإحدى «وسائل التصدي» للعمليات الفلسطينية. وأضاف: «إننا نخوض حرباً متواصلة ضد الإرهاب، فيها كر وفر، وسنستعمل العديد من الإجراءات من أجل وقف العمليات»! وقد لجأت قوات الأمن، بقرارات سياسية، إلى العقوبات الجماعية، ما جعل الصحافة «الإسرائيلية» تتحدث عن «عودة» هذه العقوبات، التي أظهرت عجز تلك القوات عن فرض «الردع»، مذكرة بأن كل الإجراءات سبق أن استعملت ولم توقف العمليات. وقد فرض الحصار على (700) ألف، هُمْ سكان محافظة الخليل، وسحبت كل تصاريح العمل من أهالي قرية بني نعيم، ودوهمت القرية واعتقلت شقيقة الشهيد ناصر الطرايرة. وذكر وزير الداخلية، جلعاد أردان، أن الحصار سيستمر «لفترة طويلة»! مع العِلْم، وطبقاً لتصريح الناطق باسم الجيش في وقت سابق، أن (80) هجوماً فدائياً انطلقت من الخليل ومنطقتها منذ بدء الهبة الشعبية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، ولم تؤثر كل الإجراءات والعقوبات في أهل الخليل. وقد أعاد محللون عسكريون «إسرائيليون» تأكيد عدم جدوى الإجراءات «الإسرائيلية»، وأنه «لا توجد حلول سحرية لوقف العمليات»، بل واعترف بعضهم بأنه ما دام الاحتلال قائماً فإن العمليات ستستمر!
لكن «الإسرائيليين» يستغربون ولا(يفهمون) كيف تستمر العمليات وحصيلتها دائماً شهداء فلسطينيون أكثر، وقتلى أقل من «الإسرائيليين؟!». وفي إحصاءاتهم أن قتلى الهبة بلغوا (41) «إسرائيلياً»، مقابل (223) شهيداً فلسطينياً. ذلك يدل بدوره على الغباء المستحكم فيهم. فالمسألة إن كانت بالنسبة إليهم تقاس بالأرقام، فهي ليست كذلك بالنسبة لشعب يطالب ويريد أن يحرر وطنه. إنهم (يعرفون) ولكن (لا يفهمون)؛ لأن المحتل يظل غبياً. فالمعرفة شيء، والفهم شيء آخر! إنهم لا يفهمون لماذا يستمر الفلسطينيون في قتالهم؟ إن قوات الاحتلال هي أقوى عوامل استمرار الفلسطينيين، وإجراءاتها التي تريد بها «إغلاق الملف» هي التي تبقيه مفتوحاً، لو كانوا يعقلون!
إن نظرة على التقرير التالي توضح المسألة: جاء في تقرير صادر عن «مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق»، حول ما فعلته قوات الاحتلال «الإسرائيلي» منذ أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، المعلومات التالية:
- قتلت قوات الاحتلال (87) فلسطينياً، وهدمت (620) بيتاً ومنشأة، وشردت (2500) مواطن، واعتقلت (3223) مواطناً ومواطنة، واستولت على (10315) دونماً من الأرض، وخصصت (62) ألفاً من الدونمات لصالح توسيع وإقامة المستوطنات في الضفة والقدس.
فمتى يفهم نتنياهو وزبانيته أن حربهم خاسرة، طال الزمان أو قصر؟!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2165626

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع وفاء الموقف  متابعة نشاط الموقع عوني صادق   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2165626 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 5


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010