الجمعة 8 نيسان (أبريل) 2016

فلسطين وحدها

الجمعة 8 نيسان (أبريل) 2016 par جمال أيوب

حرب العدو الصهيوني هى حرب على كل العرب ، يستوى فى ذلك من افترض انه خرج منها بمعاهدة صلح أو باتفاق سرى توهم انه يشكل ضمانة لحماية أمنه القومى ، أو بتواطؤ لم يعلن ، لكن توغل العدو الصهيوني فى محاصرة وقتل شعب مستضعف فى أرض فلسطين ، يفضحه ويدين أطرافه جميعا ، ويحملهم مسئولية هذا الدم المهدور بحيث يستحيل عليهم ادعاء البراءة وخلو طرفهم من المسئولية ، بأى ذريعة.

ذلك أن فلسطين مزروعة فى كل أرض عربية ، وهى أصل الوجدان العربى العام ، بغض النظر عن التقلبات السياسية وطبيعة الأنظمة ، القائمة أو تلك التى أسقطتها الثورات أو الانقلابات ودائما بعنوان المسئولية عن فلسطين والواجب المقدس فى حمايتها ، أو بعنوان ضرورة تأمين الأمن الوطنى لأى بلد عربى فى وجه الخطر الصهيوني المفتوح.

لماذا هذا الصمت ؟؟ ألا تنطق ألا تصرخ صرخة الحرية أو حتى صرخة الألم هل استكنت يا عربي أم هل نسيت كيف تقاوم أم انك استسلمت للإستكانة بعد أن تعبت يداك وجفت الدموع في عينيك وتجلط الدم في عروقك وأخذت تستسلم للموت بهدؤ وحزن وألم لماذا هذا السكوت لماذا هذا السكون ألا تستحق القدس من قبل العرب من قبل المسلمين معركة أخيرة ؟

في صفحات التاريخ الانساني شعوب دفعت ثمنا من دماء ابنائها من اجل ان تنهض وتأخذ دورها بين امم الارض ، شعوب قدمت الدم من اجل ان تتحرر ، وشعوب وأمم مات ابناؤها من اجل ان تبقى وتعيش ، نحن العرب لماذا نقتل بهذه الوحشية ولماذا تتحول اوطاننا الى مقابر كبيرة ؟ لا بصيص لمشروع عربي ولا امل بالاستقلال عن التبعية للقوى الغربية او حتى الاقليمية ، لا سبيل الى تشكيل قوة لتحرير الارض العربية المحتلة ، لا حديث عن تنمية او حداثة او ثقافة او فكر،او تضامن او تنسيق او تعاطف .
ما يحصل هو العكس نموت باالاف وتزداد الهيمنة الخارجية على بلادنا ، دماؤنا على جدران المدن العربية وعلى ارصفة شوراع الاحياء العربية ، والعدو الصهيوني يزداد قوة ، لا نريد تحرير فلسطين الان لا نريد ذلك ، نريد ان يصبح العدو الصهيوني صديق وحليفا للنظم العربية وسندا لقوى وتيارات عربية ، يموت المئات من ابناء العرب في زوارق الهجرة غرقا الى بلاد الخلاص من اجل حلم الحياة بامان وكرامة لان بلادنا العربية اعدمت الكرامة وشلت المستقبل واعتقلت الفكر .

من اجل ماذا نموت ؟
وحدها فلسطين تبذل دماءها غزيرة في معركة تتسم بقدسية استثنائية ، عبر المواجهات المفتوحة مع العدو الصهيوني ، من أجل تثبيت حقوق أهلها في أرضهم ، التي كانت أرضهم وكانوا أهلها طوال التاريخ الإنساني المعروف ، والتي يؤكدون مجدداً وعبر مواجهات مفتوحة مع الاحتلال أنها ستبقى لهم وسيبقون فيها ، توكيداً لهذه الحقوق التي لا يمكن أن تلغيها الحروب الصهيونية المفتوحة على مدار الساعة ، والتي تستهدف أبناء الحياة ، رجالاً ونساءً والأطفال.
بينما غرقت دول العرب ، أو هي أُغرقت ، في صراعات دموية غير مسبوقة في عنفها والتباهي بل المزايدة في أعداد ضحاياها على الجبهات ، فإن شعب فلسطين المتروك لقدره في مواجهة عدوه الصهيوني واصل جهاده . وحيداً وأعزل. لتأكيد حقه في ارض وطنه ومنع جحافل المستوطنين ، المدججين بالسلاح.

فجأة عاد شعب فلسطين إلى الميدان الذي غادروه مكرهين ، ذات يوم ، بوهم الحل السلمي الذي سيأتيهم بالدولة ، هكذا عاد الدم الفلسطيني يغطي الشوارع والطرقات الضيقة في فلسطين . تتقدم فلسطين بدمها لتصحح البوصلة ويتساقط الشهداء في مختلف أنحاء فلسطين ، مقدمة العدو الحقيقي هو العدو الصهيوني على سائر الأعداء الطارئين ، ها هي فلسطين تتقدم بدمها لتدين العدو الحقيقي والدائم لهذه الأمة ، طالما استمر احتلاله الأرض المقدسة لا يمنعها يأسها من النجدة العربية عن تقديم فتيانها ورجالها والنساء قرباناً لتأكيد حق أهلها فيها ، وهم الذين كانوا عبر التاريخ أهلها. يعود شعب فلسطين إلى حقائق حياته الأصلية هو صاحب الأرض المقدسة ، هو بطل تحريرها بدمائه وتضحياته والبذل من أجل تحرير الأرض بإرادة الحياة وقوة حقهم في بلادهم التي كانت دائماً بلادهم.

مع عودة شعب فلسطين إلى الميدان فقد فرض الدم الفلسطيني مجدداً على الأرض المقدسة بعنوان المسجد الأقصى نفسه على عواصم الدول الكبرى التي تنبيه رئيس حكومة العدو الصهيوني إلى مخاطر سياسة القمع الدموي التي يعتمدها ، مطلقاً المستوطنين ليصادروا الأراضي وببيوت وأشجار الزيتون الفلسطينية ، وإلى خطورة الممارسات الدموية التي تنتهجها حكومة العنصرية الارهابية الصهيونية ، على مصالحها في المنطقة , فتبادر إلى رفع الصوت بتحذيرها من أنها لن تستطيع الاستمرار في دعمها وتنبهها إلى ضرورة الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في أرضه , أما العرب فمشغولون في حروبهم الظالمة تُهدر الدماء والثروات وتُهدم بيوت الفقراء في سوريا والعراق واليمن وليبيا والإرهاب اصبح في كل الوطن العربي التي تكاد تكون الهزيمة في معظمها .
وبذلك فلا وقت لديهم ولا إمكانات مادية ولا قدرات عسكرية لدعم نضال الشعب الفلسطيني الذي يمارس قهر اليأس مرة بعد أخرى ، ويعود إلى الميدان فتياً ، معافى ومستعداً للتضحية بلا حدود.

أيها الفلسطيني جاهد في سبيل الله لا تستسلم ولا تركع . فإنك إن ركعت اليوم سوف تظل تركع الى آلاف السنين .
أيها الفلسطيني جاهد في سبيل الله فإن الناس حولك نائمون وكاذبون وعاهرون ومنتشون بسكرة العجز المهين .
أيها الفلسطيني جاهد في سبيل الله إذا صليت في المسجد الأقصى . جاهد في سبيل الله فإن الله لا يرضى الهوان لأمة كانت ورب الناس خير العالمين فالله لم يخلق أمة القرآن كي تستكين .
أيها الفلسطيني جاهد في سبيل الله إذا لاحت أمامك صورة الكهان يبتسمون والدنيا خراب والمدى وطن حزين . إبصق على الشاشات إن لا حت أمامك صورة المتنطعين .
أيها الفلسطيني جاهد في سبيل الله إذا لاحت أمامك أمة مقهورة خرجت من التاريخ باعت كل شيء . كل أرض . كل عرض . كل دين .فإنك إن تركت الأرض عارية. سوف يضاجعها المقامر والمخنث والعميل وتجار الأوطان .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 35 / 2166016

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع جمال أيوب   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2166016 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010