مرت ذكرى يوم الأرض ال40 والفلسطينيون يمرون بلحظات عصيبة على المستويات كافة، في ظل القتل ومصادرة الأرض وتهويد المقدسات، وتدمير التاريخ الإسلامي والإنساني. ولو أردنا تصنيف الأيام لجعلنا من كل يوم نصرة للأرض، في ظل احتلال الكيان عنوة لملايين الدونمات، من دون مسوغات قانونية أو منطقية أو أخلاقية، فالغطرسة والعربدة هما أسلوبه الوحيد في تفتيت فلسطين وضمها إلى سلطته الغاشمة.
مر يوم الأرض وكان قبله بأيام مخطط صهيوني تهويدي في الأغوار صودر خلاله ما يزيد على ألفي دونم من الأراضي الفلسطينية، لتوسيع مستوطنات الأغوار، ولإنشاء مناطق عسكرية لتدريب جنود حربه، وسبق ذلك مصادرات في القدس والخليل وبيت لحم من دون أي وجه حق، فضلاً عن هدم البيوت والمنشآت وشق طرق المستوطنين على حساب أراضي المواطنين.
يمعن الاحتلال في سياساته التي يؤكد من خلالها أن الفلسطينيين شعب طارئ لا يستحق العيش بكرامة، وهذا ما تؤكده فتاوى حاخاماته، وتصريحات قادته، وتصرفات جنودهم، فكل يوم هناك انتهاك وتهويد، في ظل عالم صامت متخاذل نفض يديه من الحقوق الفلسطينية المشروعة.
يحيي الفلسطينيون يوم الأرض سنوياً للتأكيد على أن الأرض هي حق تاريخي للشعب الفلسطيني مهما تعددت أساليب الاحتلال في المصادرة والهدم والتشريد والقتل، وممارسة نهجه الاقتلاعي بمصادرة الأراضي والتضييق على الفلسطينيين، وأيضاً للتأكيد على أن الاحتلال مهما اتبع من أساليب لا يمكنه أن يقتلع الأرض من العقول والقلوب.
لهذا اليوم دلالة رمزية كبرى، فهو يوم غدا تاريخاً فاصلاً ومهماً في مسيرة الشعب لأنه تأكيد على جذر القضية وعنوانها الأرض. كما تأتي ذكرى هبة الأرض التي اشتد أوارها قبل أربعة عقود احتجاجاً على مصادرة أراض فلسطينية في الشمال الفلسطيني المحتل، بالتزامن مع هبة حالية مستمرة منذ أشهر وأيضاً عنوانها الأرض والمقدسات. وهذا دليل صارخ على أن القضية لا تضيع بالتقادم وأن النضال يورث للأجيال القادمة.
والظاهرة اللافتة للنظر في هذا اليوم هو إحياء الكل الفلسطيني لهذه الفعالية، ولم تقتصر على فلسطينيي الداخل رغم أن الأرض المسروقة كانت من الأراضي المحتلة عام 1948، وهذا تأكيد على أن الفلسطينيين بكامل أطيافهم لم ينسوا حقهم، ولم تمنعهم الحلول السياسية المؤقتة التي قامت بها السلطة من التنازل عن شبر من فلسطين.
ستبقى الأرض الفلسطينية محور صراع مفتوح مع الصهاينة وسيجدد الشعب العهد من أجل تحريرها في هذه الذكرى من كل عام، فقد أصبح يوماً وطنياً فلسطينياً بامتياز، حيث يحيي الشعب على امتداد فلسطين التاريخية وفي الشتات تلك الذكرى. فهبة الأرض كانت منحى جديداً لتكريس وحدة الشعب من أجل الدفاع عن أرض أجداده، والعمل لعودة اللاجئين إليها.
لقد عانى الفلسطينيون ولا يزالون منذ أكثر من 100 عام الاحتلالين البريطاني و«الإسرائيلي»، اللذين أحكما المخطط لأجل وأد القضية الفلسطينية، ولكن الشعب، لا زال صامداً في ظل عالم ظالم متآمر على أصحاب الأرض.
الجمعة 1 نيسان (أبريل) 2016
الأرض تسكن القلوب
الجمعة 1 نيسان (أبريل) 2016
par
علي قباجة
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
61 /
2178261
ar أقسام الأرشيف أرشيف المقالات ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
18 من الزوار الآن
2178261 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 19