الجمعة 12 شباط (فبراير) 2016

اعادة نشر: المصالحة و معادلتها «الصفرية» ...!

الجمعة 12 شباط (فبراير) 2016 par رئيس التحرير

من جديد تثار قصة ما يعرف «بالمصالحة» في التداول الفلسطيني خلال الأسبوع الماضي لتغطي عبر وشوشاتها وضجيجها في آن على أبرز حدثين تمر بها الانعطافة الفلسطينية الحديثة وهما الانتفاضة المجيدة المقتربة إلى نصف عامها الأول بإصرار وعنفوان، وإضراب الأسير المختطف محمد القيق الذي يدخل اليوم العدد الثمانين في الأيام ليكسر بذلك الرقم الدولي الشهير والذي سجله أبطال الحرية في إيرلندا.

اعتقال المناضل عبدالستار قاسم قبل ذلك وإطلاق سراحه من قبل أجهزة أمن سلطة رام الله ومن قبله مئات المعتقلين على خلفية الانتفاضة ومحاولة إخمادها، واستذكار قضية المناضل زكي السكني المعتقل لدى أجهزة سلطة غزة ومعه عشرات المناضلين أيضا الفتحاويين على خلفية المناكفة الحزبية المحض جرآء انقسام سلطة أوسلو لم تترك ذلك الأثر التشويشي على هذين الحدثين بينما فعلت ذلك جلسة الدوحة.

السبب الرئيس الذي جعل هذه الأسطوانة المشروخة هذه المرة تترك أثراً كونها جاءت مع هذين الحدثين البارزين في الساحة الفلسطينية بحيث شكّلت ولو لجزء ضئيل احتمالية أن تفعل هذه الجلسة فعلاً مطلوباً لإسناد إضراب البطل محمد القيق والثماني مائة معتقل إداري لدى العدو، ومثلها أن تفعل بإطلاق المناضلين الفلسطينيين الأبطال من المعتقلين على جانبي شاطئ أوسلو وعلى الأقل خجلاً من هذه التضحيات البطلة والرائعة التي يقدمها أبناء شعبنا في الضفة المحتلة بقدسها وفي غزة المحاصرة معاً.

مثل ذلك كان التوقع القريب من الصفر في أن يجلس هؤلاء عند مسؤولياتهم اليوم ويضعون بند الانتفاضة أولا وآخراً على رأس أجندتهم بحيث لا يكون هناك من حديث إلا حولها وحول كيفية الانتصار لها بالإسناد والتبني والدعم، وكيفية تحقيق المرحلة الثالثة منها بتحشييد الجماهير والقوى المختلفة في شوارع وميادين الوطن المحتل وصولاً لدفع العدو ومستوطنيه ودحرهم عن الأرض المحتلة دون قيد أو شرط، وفي ذات الوقت الرد على تهديدات العدو المعادة باستهداف قطاع غزة المحاصر بعدوان جديد قادم وكل ما سبق كان الحد الأدنى في التوقع الذي كان قريبا من الصفر أن يفعلها هؤلاء فماذا حصل؟

حصل تكرار سمج قبيح لكل الفصول السابقة في هذه الأسطوانة المشروخة ومعها في محاولة التغطية على هذا اللؤم والقبح فيها تصريح مضلل ومبهم من حماس يحاول تجميل ما تحصّل في هذا «الاجتماع الصفري» الجديد، وعليه تكون هذه الجلسة الصفرية قد استنسخت نفسها في حوار الطرشان التاريخي بين شقي سلطة التمثيل الذاتي وحكم السكان في الضفة المحتلة وتركت الانتفاضة من جديد لمزاودات بعض وجوه هذه السلطة في ادعاءات رخيصة لا قيمة لها حول انتماءات شهداء الانتفاضة التنظيمية او تأثرهم الفكري والديني.

من الواضح أن لا أمل إطلاقاً في هذه المسألة اللهم إلا أن تفرض الجماهير الشعبية فعلها بفك هذه المعادلة الصفرية على جانبي «شاطئ أوسلو» بإرادتها الثورية من خلال تصعيد الانتفاضة وتأجيجها وخلق قيادات الميدان التي ستتكفل بكنس هذه القيادات الخشبية من الساحة الفلسطينية بفعل النار والحديد الذي سيجعل العدو يدفع الثمن لاحتلاله البغيض ولظلمه التاريخي ومعه تدفع أحابيله الساسية والأمنية ثمن كفرها بشعبها وتضحياته وانحيازها لأمنه على حساب كفاح هذا الشعب المظلوم، الانتفاضة وحدها كفيلة بنسف هذه «المعادلة الصفرية» ونسف رموزها ووجوههم معها فلم يعد هناك من أدنى ثقة ولا أدنى أمل في تغيير ذاتي لهذه الكارثة الذاتية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 310 / 2165829

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

22 من الزوار الآن

2165829 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010