الأحد 22 آب (أغسطس) 2010

نتينياهو مع الفريك.....

الأحد 22 آب (أغسطس) 2010 par أيمن اللبدي

لا نخترع البارود ولا نكتشف العجلة، عندما نقول أن مجموعة غير شرعية ولا تمثل أحداً، جاءت على أساس دور محدد تلعبه في مسألة تصفية القضية الفلسطينية، ستواصل مشوار الدور المحدد لها والذي قبلته مسبقاً، واليوم يبدو أن مزاج الصهيوني نتينياهو كان في قمة انشراحه وسعادته بأداء هذه المجموعة الدور المطلوب منها كما يجب، ولكي يؤكد للجمهور ذلك افتتح حديثه في مجلس عصابته التي يطلقون عليها حكومة، بالقول أن هؤلاء هم جماعتنا كما أكدت لكم مراراً وها هم ينصاعون.

نتينياهو مدرك لما يقوله في أمر هذه المجموعة، ومدرك لما يعد به أعضاء عصابته وكيانه، أبسطها قصة أنهم سيأتون كما يرديهم أن يأتوا، وسيرضخون لما يريدهم أن يذعنوا، وسيوقعون على الذي سيحاول أن يضع له نهاية يوما ما لما سيلقيه فارغ المضمون، فهو الوحيد الذي تأتيه يومياً خلاصة مجمل نشاطات هذه المجموعة في مسائل توفير الراحة له ولجيشه من جهة، تحت يافطة التنسيق الأمني وخلافه، وهو الوحيد الذي تصب في مكتبه تقارير نشاط هذه المجموعة في تدمير ليس المقاومة أو التحريض أو النشاطات المعارضة، فهذه أصبحت في حكم ألف باء نشاط هذه المجموعة ضد شعبها، ولكن في نشاط هذه المجموعة في تدمير ذاتي مبرمج ومطوّر لركائز الحاضر والمستقبل، وهو ما يعلم أنهم قد عجزوا حتى عن تمنيه دهراً طويلاً، وهو يعرف أن هؤلاء هم شركاء مرحلته، لكنه يبدو مثل قصة الفريك، لا يحبهم ويحب دوماً أن يضعهم في موقف مسخرة من الطراز غير المسبوق، هذا النتينياهو لئيم، ولكنه واضح وأهدافه في زاوية القائم دائماً، كما يقولون «بالتسعين»…

نتينياهو كما أصبحت العادة الواضحة والتي ساقها من قبله شارون، يحدد الأشياء ويضعها أمام الجميع شروطاً صهيونية مناسبة لمرحلة ما وباسم «اللاشروط»، تأتي الإدارات الأمريكية فيتمخض «جملها» فأراً دائماً، وتنقلب جهة أصحاب الأدوار مطالبة إياهم أن يلحقوا بالدور، ثم تأتي رباعية الختم الرسمي، لتختم كالعادة بالموافقة على الشروط التي يقولها الصهيوني لهذه المرحلة أو تلك، وتستمر اللعبة بالدوران حتى انتهاء المرحلة وهكذا.

اليوم يريح من يريد أن يفكّر في السيناريوهات والتحليلات من الذين لن يكون لهم عمل إن لم يفعلوا ذلك وهم كثر، فهو يقول موعدنا يوم 26 من الشهر القادم لتجديد ما لم يتوقف أصلاً، والنتيجة التي لا نسمح بأقل منها أو لن نوافق على أقل منها، يهودية الكيان المغتصب وتصفية «النزاع» على هذا الأساس، وتجمع نحيط به من كل الجهات ونعزله عن كل شيء إلا خدمة مصلحتنا، لهم أن يسموا ذلك بما شاءوا، وهو صعب جداً أن نوافق عليه، لكنه ليس مستحيل كما يقول نتنياهو في جماعته اليوم، وهو الأمر الذي نعتقد أنه لن يزيد عما يقول نتينياهو درجة واحدة، لكنه قد يقل درجات إن أراد نتينياهو أو خلفه ذلك في هذه المرحلة أو أي فصل قادم من فصول هذه المسرحية المخزية.

طيب ماذا يقول الآخرون من مجموعة عبّاس ورهطه؟ هو لم يمهلهم طويلاً حتى يفكّروا بما سيقولونه حتى قبل كلام نتينياهو، وهو مؤكد أنه قد فجعهم بما قاله اليوم، وسوى كلام السيد صائب عريقات الذي أخذ جزئية الاستيطان مهدداً بأنه سيوقف المفاوضات فوراً إن استمر، آثر أن يترك بقية المواضيع كما يقول المثل الشعبي «ليوم الله» فالمرحلة الخاصة باستكشاف ما سيكونه الحال هي بأمر نتينياهو عندما يفعلها على الأرض، بالضبط كما وضع هو على الأرض استحقاق قبول تكملة اللعبة بشروطه هو في قصة المفاوضات، أما الاستيطان والعطاءات فهي على بعد أيام، ولذا آثر أن يرد على ما هو عاجل وترحيل ما هو آجل.!

أن توقف جماعة عبّاس ورهطه قصة المفاوضات او اللقاءات أو ما تريدون من تسميات، شهراً أو سنتين، أو حتى عشرين سنة أخرى، هذا كله لا قيمة له لسببين : الأول أن برنامج «أجمل احتلال في التاريخ وأكثره راحة بعشرات النجوم»، ماشي بهمة هؤلاء وسهرهم عليه دون كلل ولا ملل، فأين تتضرر حكومة الاحتلال لكي تفزع من تهديد صائب؟ والسبب الثاني ان برنامج هذه الجماعة نفسها وأدوارها ومصالحها وموبيقاتها أيضاً ماشية على قدم وساق، باسم «المشروع الوطني» الخالي من كل وطني، وأن حصة شركائهم على كل الأجناس والألوان من هذه الأدوار متأتية، فما الذي سيزعج في قصة وقف أو سير المسرحية أو التهديد بها؟

لو أن المجموعة التي تقول أنها تفاوض هي وجه العملية السياسية وخلفها وجه عملية مقاومة على الأرض تكبد الاحتلال أثماناً باهظة، وتضع حلفاءه في مرمى نيران الغضب الفلسطيني والعربي والاسلامي الشعبي، لكان للوقف أو عدمه قيمة، ولكانت هذه المادة تصلح حتى في سياق المادة الإعلامية الخبرية، هذا هو أقوى الإيمان المفقود، أما أضعف الإيمان فهو في هذه الحالة، أن يدعم قائل هذه الجملة ومصدّر هذا التهديد، بتكملة تقوم مقام العكاز، فيقول أنه في هذه الحالة فإن هذه المجموعة ستشعر أنها قدمت كل ما عندها، وأن العدو يقوم بعمليات قذرة يستغلها فيه، وهي تريد أن تذهب وأن تغادر موقع الاستغلال هذا، وأن تعود إلى بيتها، عندها يكون ثمة داع لأخذ مثل هذه المواقف على محمل القيمة ،أما والحال غير ذلك، فبالله عليك يا صائب، أنت تهدد من بوقف وتوقيف؟!

هذه المجموعة لا تملك لا أن تقف عن أداء دورها المناط بها هكذا بحسب صفقة «شريك» ما بعد عرفات التي قبلتها هذه المجموعة بكل حذافيرها وضوابطها، ولا تملك أيضاً أن تذهب من الصورة برغم كلام عبّاس الممل والكثير في هذه المسألة، وعلى أية حال ما رأيكم أن نضع تحدياً هنا لكم وللزمن كما يقولون، بلسان هؤلاء المواطنين البسطاء الذين ما عادت تنطلي عليهم فذلكات المتفذلكين ،ولكن هذا لأي منكم وفي أي موقع تختارونه، أن تعطوا صورة أداء واحد فيه كرامة وعزة ورجولة أمام هذا العدو…، أثبتوا لنا أن فاقد الشيء ليس فاقده بالمطلق، أو أثبتوا لنا أنا كنا على خطأ، من أجل الله والوطن، ولو لمرة واحدة دعونا نشك في يقيننا عن نوعية الناس الذين أصبحتم أنتم عليهم حالاً ومآلاً، ولو لمرة واحدة ….وأترك لكم اختيار الموضوع بشرط أن لا يكون على رأي المثل، «بشعر ابنة عمها تحتفي»، ولا أن يكون كما هدد أخونا صائب، سيوقف المفوضات ويعود هو لأن الحياة «مفاوضات» والجماعة إياها هي هي كما هي وكما عليه.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 76 / 2178006

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2178006 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40