الاثنين 27 تموز (يوليو) 2015

«إسرائيل» وقدرها النحس في تموز

الاثنين 27 تموز (يوليو) 2015 par رامز مصطفى

صحيح أنّ القدر، في أغلب الأحيان، هو من يقرّر في شؤوننا وشؤون الآخرين، ولكن عندما قررت «إسرائيل» الذهاب إلى حربين ضدّ المقاومة في لبنان وفلسطين في شهر تموز من العامين 2006 و2014، هل أدركت أنّ قدرها الذي قرّرته في شنّها هاتين الحربين، كان سيقودها إلى هزيمتين مدويتين، وهي التي لم تختر التوقيت عن عبث، بل إنّ هذا الاختيار جاء من خلفية أنها تريد الانتقام من خرافة لا سند تاريخي لها، وهي أنه في السابع عشر من تموز كان خراب ما يسمى « الهيكل « الذي لا تزال تبحث عنه تحت المسجد الأقصى منذ احتلاله في حزيران من العام 1967، بالإضافة إلى ما يسمى بـ«عيد الغفران» في العاشر من تموز، هذا العيد الخرافة، الذي يعتبره اليهود يوماً يُطهرون فيه أنفسهم من الذنوب؟

بُني على نتائج هاتين الهزيمتين الكثير، لتقف في طليعة تلك النتائج نقطتان، الأولى أنّ «إسرائيل» باتت على قناعة ويقين بأنّ قدرتها على كسر وقصم ظهر المقاومة في لبنان وفلسطين أمر مستحيل، بل ويمثل من وجهة نظر قادتها السياسيين والعسكريين وحتى الأمنيين معجزة لصعوبة تحقيق هذا الهدف، وهذا ما عبّر عنه كثير من المسؤولين والقادة والمحللين والكتّاب في الكيان الصهيوني، في أحاديثهم وتصريحاتهم ومقابلاتهم، حول حزب الله والمقاومة في غزة وقدراتهم وإمكانياتهم وتكتيكاتهم العسكرية. لذلك نشاهد كيف تلجأ «إسرائيل» إلى البحث عن وسائل وطرق تجنبها المواجهة، أقله في الأفق المنظور، لذلك تحولت المقاومة وصمودها وثباتها في ميادين المواجهة إلى حقيقة ماثلة لا يمكن تجاهلها أو القفز عنها. أما النقطة الثانية، فهي أنّ «إسرائيل» أضحت مكشوفة أمام مجتمع المستوطنين، الذين انهالوا على حكوماتهم بشتّى الصنوف والنعوت، متهمين إياها بالفشل والإخفاق، بل والهزيمة أمام المقاومة في لبنان وفلسطين.

وعليه، فإنّ هوة الثقة بين دولة الكيان ومستوطنيها، تزداد اتساعاً لتصبح الهجرة المعاكسة هدفاً يسعى إليه الكثير من المستوطنين، بسبب فقدان الأمن والأمان داخل فلسطين المغتصبة، وعجز حكومتهم عن تأمين ذلك لهم في ظلّ الصواريخ التي تتهدّدهم من الشمال والجنوب، وهم الذين خبروها في أعوام 2006 و2008 و2009 و2012 و2014، واليوم ينتابهم الخوف والهلع مما تخبئه لهم المقاومة في لبنان وقطاع غزة إذا ما اندلعت حروب جديدة.

ولم يكن ينقص الكيان «الإسرائيلي» ذلك النحس الذي ظلله في تموز اللبناني عام 2006، وتموز الفلسطيني عام 2014، ليلحق به نحس جديد، أيضاً في تموز من هذا العام. ولكن هذه المرة من بوابة الاتفاق النووي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودول الخمسة زائداً واحداً، لتصبح «سيبة» نحسها مكتملة على ثلاثة، وجميعها على يد محور المقاومة في المنطقة. وهذا ما يفسر حالة الهستيريا التي تنتاب نتنياهو وقيادات الكيان من هذا الاتفاق الذي يعتبرونه خطراً استراتيجياً على وجودهم ككيان على أرض فلسطين، على الرغم من احتفاظ دولة العدو بما يقارب على 300 قنبلة ورأس نووي في ترسانتها، ولم يتمكن حتى الآن المجتمع الدولي بدوله ومؤسساته من توجيه، ولو مجرد الانتقاد، إلى هذا الكيان الغاصب والمارق على ترسانته النووية. ولعلها المرة الأولى وستكون الأخيرة التي لم يعاكسها الحظ في تموز، عندما شنت الطائرات «الإسرائيلية» في7 تموز من العام 1981 غارات على المفاعل النووي العراقي، وتدميره بـ 14 صاروخاً ألقتها طائرات أف 16 و15 الأميركية الصنع.

هذا النحس الذي كان بمثابة السقوط، كان قد نبه منه مؤسس الكيان الصهيوني بن غوريون حين قال: «إنّ إسرائيل تسقط بعد أول هزيمة تتلقاها»، فإنّ الهزائم المتلاحقة التي مُنيت وستُمنى بها «إسرائيل» في أية حرب قادمة قد يقودها إلى الزوال من الوجود.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 37 / 2177505

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع رامز مصطفى   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2177505 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40