الأربعاء 15 تموز (يوليو) 2015

ولاية سيناء.. الفكرة مسجلة في استراتيجية «إسرائيل»

الأربعاء 15 تموز (يوليو) 2015 par عاطف الغمري

حين نطق الإرهابيون في سيناء بلفظ إقامة «ولاية إسلامية» في سيناء، هدفاً لهم، منشقة عن الدولة المصرية، ومنتزعة من جسدها، فإن ما نطقوا به كان مجرد صدى لمنطوق مسجل في وثائق الاستراتيجية الرسمية لدولة «إسرائيل»، حتى إن غلفت عبارات الإرهابيين، بما يوحي بأن ما يقولونه يعبر عن ذواتهم. وهو ما تنفيه نصوص الوثائق.
وفكرة تقسيم أو فصل أجزاء من مصر لتقام فيها ولايات منفصلة، ليست قاصرة على مصر، في الفكر الاستراتيجي «الإسرائيلي»، لكنها تمد نظر أطماعها إلى المنطقة العربية، حتى تتحول المنطقة إلى كيان هش، يهيئ ل«إسرائيل» الفرصة، لتحقيق حلم الحركة الصهيونية، بأن تصبح القوة الكبرى في الشرق الأوسط، أو حسب الوصف «الإسرائيلي» ذاته، بأن تكون القوة الإمبريالية Imperial Power.
وفكرة «إسرائيل الكبرى» لا تزال تمثل حجر الأساس لسياسات حكومة نتنياهو، ولفكر الليكود، والمؤسستين العسكرية، والمخابراتية.
لنتأمل قول المحلل العسكري لصحيفة «هاآرتس» زئيف تشيف، الذي يوصف بأنه من أكثر الخبراء اطلاعاً على الاستراتيجية «الإسرائيلية»، فهو كتب عن مشروع تفتيت جميع الدول العربية إلى وحدات صغيرة، وقال إن تلك خطة قديمة. وإن ما جرى في العراق هو جانب منها، وإن أفضل ما كان يخدم مصالح «إسرائيل» أن يقسم العراق إلى ثلاث دويلات - شيعية، وسنية، وكردية.
أيضاً يقول مايكل شوسودفسكي - رئيس مركز الدراسات الدولية الكندي - إن ما جرى في ليبيا، وسوريا، وما حاولوه في مصر، يجب أن نفهمه في ضوء علاقته بالمشروع الصهيوني للشرق الأوسط، الذي تسعى «إسرائيل» من خلاله، إلى خلق عدد من الدويلات التي تعمل بالوكالة عنها، في أجزاء من دول عربية، بما فيها سيناء.
لقد جاء بالنص في الوثيقة التي تحمل عنوان «استراتيجية «إسرائيل» للثمانينات»، وهي وثيقة رسمية؛ إن الأمة العربية عبارة عن قوقعة هشة تنتظر من يكسرها، ويفتتها إلى شظايا متعددة. وإن «إسرائيل» لا بد أن تتبع النهج نفسه الذي اتبعته منذ قيام الحركة الصهيونية، لشراء عملاء محليين.. ليعملوا كعملاء، أو ليؤدوا دوراً بالوكالة عنها، من بين الجماعات المحلية.
وكذلك العمل على خلق أزمات داخلية، لتكون بمثابة تدمير ذاتي لهذه الدول، مثلما نرى الآن في سوريا، بحيث يتراجع أي تهديد ل«إسرائيل» على المدى الطويل.
الكاتب السياسي «الإسرائيلي»، إسرائيل شاحاك، تحدث عن استراتيجية «إسرائيل» للثمانينات، ووصفها بأنها تقوم على تقسيم كل المنطقة إلى دويلات صغيرة، وتفكيك الدول الموجودة الآن. وهذا القول ليس بعيداً عن الخريطة التي نشرها الكولونيل في الجيش الأمريكي رالف بيترز، في صحيفة القوات المسلحة الأمريكية The ArmedForcesJournalعام 2006، وهي الخريطة التي تتصور إعادة رسم حدود الشرق الأوسط، على أسس عرقية، وطائفية، وقبلية.
وبعده مباشرة كتب روبن رايت في صحيفة «نيويورك تايمز» تعليقاً على خريطة بيترز، وقال: إن العراق - كما هو واضح الآن - على وشك تقسيمه على أسس دينية وطائفية.
وإن تلك الخطة في حقيقتها، سبق أن كانت في تفكير حكومة جورج بوش، وأقطابها من المحافظين الجدد، عندما قدموا إلى نتنياهو فور فوزه في انتخابات 1996، خطة مدروسة ليطبقها كبرنامج لحكومته، وتبدأ بالتغيير في العراق ليكون بداية هزات تتتابع في المنطقة كلها.
من الواضح أن تحركات المنظمات الإرهابية - من واقع الوثائق الرسمية «الإسرائيلية» - لا تدور بعيداً عن عجلة الاستراتيجية «الإسرائيلية». وسواء كانت بعض قيادات هذه الجماعات مخترقة من مخابرات أجنبية، وهي حقيقة كشفت عنها كتابات أمريكية و «إسرائيلية» - أو أن بعضها يتخيل واهماً أنه يعبر عن أفكار تخصه، فإنها جميعاً في خدمة استراتيجية «إسرائيل»، تدعمها المخابرات المركزية.
يؤكد ذلك التطابق بين ما تدعوه إليه هذه الجماعات، وما هو وارد في وثائق الاستراتيجية «الإسرائيلية».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 30 / 2180714

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع عاطف الغمري   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2180714 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40