الجمعة 26 حزيران (يونيو) 2015

إرهاب صهيوني جديد..“دفع الثمن”

الجمعة 26 حزيران (يونيو) 2015 par د. فايز رشيد

مستوطنون يقتلون ويعربدون في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة , وليس في الضفة الغربية فحسب. يعتدون ويمارسون إرهابا منظما.كل إرهاب هؤلاء جرى ويجري وسيجري تحت سمع وبصر جيش الاحتلال وبالتنسيق معه, آخر إرهابهم: حرق كنيسة تاريخية على شاطىء بحيرة طبريا وكتابة شعارات توراتية باللغة العبرية على جدرانها الخارجية. نعم,ينتهج المستوطنون الإسرائيليون سياسة انتقامية منهجية مجرمة تُعرف باسم“دفع الثمن” , وهي تمجد الحاخام مئير كاهانا مؤسس حركة“كاخ”العنصرية المعادية للعرب في كل المناطق الفلسطينية المحتلة بما فيها المغتصبة عام 1948.الهجمات تتم ضد أهداف فلسطينية مثل: تخريب وتدمير الممتلكات , إحراق سيارات, الاعتداء على دور العبادة المسيحية والإسلامية , إتلاف أو اقتلاع أشجار وبخاصة الزيتون.بلغ عدد اعتداءات العصابة الإرهابية خلال شهري نيسان وأيار الماضيين 25 اعتداءً, من أبرزها: إلحاق أضرار بكنيسة الطابغة في طبريا,اعتداء على قرية الفريديس, توجيه رسائل تهديد إلى مطران اللاتين في الناصرة بولس مالكوتسو, تطالب المسيحيين بالخروج من المدينة. اعتداءات على المقابر الإسلامية والمسيحية وكتابات شعارات نازية عليها.تأسست الجماعة في عام 2008.
الشرطة الإسرائيلية و(الشاباك) وفقاً لإذاعة الجيش“لم ينجحا في معرفة واعتقال غالبية منفذي الاعتداءات المعادية للفلسطينيين في الأشهر الأخيرة؟!”.غريب أمر هذه الشرطة والمخابرات اللتين تتصرفان بسرعة هما والجيش, يتجمعون لاعتقال وملاحقة من يلقي حجراً واحداً على حافلة إسرائيلية من الفلسطينيين في غضون ساعات قليلة.كان ذلك خلال الانتفاضتين الفلسطينيتين وما قبلهما وما بعدهما حتى هذه اللحظة.الشرطة والمخابرات والجيش الإسرائيلي يقفون عاجزينْ عندما يعتدي المستوطنون على الفلسطينيين!إن هذا لأكبر دليل على أن كافة اعتداءات المستوطنين تتم بالتنسيق بينهم وبين الشرطة والجيش الإسرائيلي والمخابرات , وتتم برضى هذه الأطراف.
حتى وإن أمسكت الشرطة بأحدهم من المستوطنين فإنها تقوم رأساً بإخلاء سبيله.هذا ما يقوله المحامي حسين أبو حسين وهو رئيس مجلس إدارة المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في دولة الكيان(عدالة)،ففي مقالة له في صحيفة هآرتس يقول:“إن إحراق المساجد والكنائس, وتدنيس الكتب المقدسة والمقابر, وتخريب سيارات العرب أصبحت ظاهرة معتادة ليس في الضفة الغربية(بما في ذلك القدس)وإنما أيضاً في منطقة 48, واستطرد قائلاً:”يتساءل المجتمع العربي-خاصة الشباب بشك عبر وسائل الإعلام الاجتماعية : لماذا تختفي سعة حيلة وسرعة قوات الأمن عندما يتعلق الأمر بالإرهاب اليهودي،لماذا لا يقوم جهاز الشين بيت بالتدخل؟هل لأن الضحايا عرب؟“.دليل آخر على تنسيقهم مع حكومتهم أيضا : رفض مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر (الكابينيت) وصفهم بالإرهاب!؟. كما امتنع نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال عن التنديد بهذه الاعتداءات العنصرية, لكنه قال خلال لقائه مع أعضاء عرب في حزبه”الليكود“إنه أمر مثير للغضب”! ماذا يعني ذلك؟ أترك الجواب لذكائكم!.
حرّي القول أولاً:أن أن المتطرفين هم الجزء الأساسي في الشارع الإسرائيلي, ويتزايد عددهم بنموٍ مطرد, إلى الحد الذي تتوقع فيه مصادر عديدة :أنه بعد عقدين من الزمن سيمثلون القسم الأكبر من بين اليهود في دولة الكيان الصهيوني.ما نراه من اعتداءات للمستوطنين هو حصيلة للتربية النازية الجديدة في مناهج الدراسة الإسرائيلية, بدءاً من رياض الأطفال مروراً بالمدارس الدينية وصولاً إلى الجامعات.ما نراه هو نتيجة لتعاليم الحاخامات المتطرفين في النظرة إلى العرب. المستوطنون يعتدون يومياً على المسجد الأقصى , ينتهكون حرمته ويهاجمونه على شكل موجات, والحكومة الإسرائيلية تقوم بحفريات حوله وأسفله من أجل هدمه وانهياره وبناء الهيكل في محله.المستوطنون يعتدون على الكنائس المسيحية والمساجدالإسلامية, ووفقاً للمتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا سمري: بأنه تم توجيه التهم لثلاث فتيات اتهمن بالبصق على كاهن مسيحي قرب البلدة القديمة في القدس ,حيث وجدت في حقائبهن أعلام إسرائيلية كتب عليها بالعبرية شعارات“دفع الثمن”و“الانتقام”.
ثانياً:أنه في بعض الأحيان وفي سبيل التموية والإشادة“بديموقراطية”دولة الكيان الصهيوني يقوم القضاء بمحاكمة بعض الشباب اليهود, لكن هذه الأحكام تترواح بين الغرامة المالية والاعتقال في أماكن خاصة(هي أبعد ما تكون عن ظروف السجن وهي أقرب إلى الفنادق) .بضعة أيام , ثم تقوم السلطات بإطلاق سراحهم.هذا في الوقت الذي يجري فيه اعتقال الفتيان الفلسطينيين تحت السن القانونية , وحالياً وفقاً لإحصائيات وزارة شؤون الأسرى الفلسطينيين , ففي المعتقلات الصهيونية ما يربو عن 200 طفل فلسطيني دون السن القانونية , ويجري غالباً الحكم عليهم بأحكام سجن طويلة , إضافة إلى الغرامات المالية. يعتقلون بتهمة إلقاء حجارة على آليات جيش الاحتلال الصهيوني.
ثالثاً:يزداد نفوذ المؤسسة الدينية في الكيان الصهيوني بالمعنى السياسي, فدور هذه المؤسسة أيضاً في نمو, وممثلو أحزابها أعضاء في الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وآخرها الحكومة الحالية يتزايدون انتخابات بعد أخرى , و ثمناً لدخولهم وتأييدهم لرئيس الوزارء, يحققون الكثير من المكاسب السياسية ,والكثير من الاشتراطات تلبى لهم،حيث بتنا نشهد تأثيرات دخولهم في هذه الحكومات.إضافة إلى أنهم يفرضون في الكنيست الكثير من مشاريع القوانين التي تصّعب على أية حكومة إسرائيلية حالية أوقادمة: التخلي عن أية مستوطنات في الضفة الغربية ,هذا إلى جانب تقديم مشاريع قرارات(قوانين)تحد من حقوق العرب في منطقة(48)وهي المقزّمة أساساً , لذلك فالقضاء الصهيوني منحاز وفقاً للقوانين , لمنتمي هذه الأحزاب, وتبرير ما يقومون به ضد الفلسطينيين.
إن شعار“دفع الثمن”هو آخر تقليعات واختراعات المستوطنين , للانتقام من الفلسطينيين وهذا يشي بإمكانية نمو هذه السياسة وتطورها على المدى المنظور والآخر البعيد , إلى خطوات قد يكون القتل إحداها،الأمر الذي يفرض على أهلنا في كافة المناطق الفلسطينية المحتلة , الحيطة والحذر وامتلاك الوسائل الكفيلة بالدفاع عن أنفسهم،ومقاومة هذه السياسة العنصرية الصهيونية الحاقدة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 50 / 2177806

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع فايز رشيد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2177806 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40