الثلاثاء 9 حزيران (يونيو) 2015

القدس ولحظة الصدق المطلوبة

الثلاثاء 9 حزيران (يونيو) 2015 par علي بدوان

استثمر بنيامين نتانياهو قضية القدس بشكلٍّ فعّال في حملته الانتخابية التي أوصلت حزب الليكود مرة جديدة الى الموقع الأول في عضوية الكنيست وبالتالي رئاسة الحكومة وقيادة الائتلاف. فقد عَمِلَ نتانياهو على دغدغة مشاعر وغرائز قوى اليمين واليمين المتطرف والمستوطنين والقاعدة العريضة لجمهور تلك القوى، ليعلن بأن الصراع حول القدس مع الفلسطينيين انتقل الى مرحلة جديدة.

لقد كانت القدس حاضرة بقوة في الحملة الانتخابية ليس فقط لحزب الليكود وإنما أيضا لكل أحزاب اليمين الديني والقومي. وبديهي أن سياسة الاستيطان وتهويد المدينة المقدسة وحسم الصراع فيها كان دافعاً واضحاً في أداء وبرامج تلك الأحزاب.

وليس مصادفة أن يبدأ بنيامين نتانياهو، عهده الحالي في رئاسة الوزارة من جديد بإعلانٍ صريح وفصيح، فحواه ماقاله بالحرف الواحد «ينبغي أن نبني المزيد في القدس لتبقى العاصمة الأبدية لإسرائيل». فأطلق عطاءات وموافقات التوسع الاستيطاني التهويدي في مناطق القدس وداخل أحيائها العربية الإسلامية والمسيحية، وبديهي أن نتانياهو في سلوكه الفج يقفز عن الواقع والتاريخ ويتعامل كما لو أن كل العالم يعترف بأن القدس عاصمة لكيانه الصهيوني أو لـ «الشعب اليهودي» حسب تعبيره.

وفي هذا المسار، إن سياسات الاحتلال، أدت لحدوث توسعات تهويدية داخل البلدة القديمة في القدس، التي بقي من مواطنيها نحو (35) ألف مواطن مقدسي. فحكومة الاحتلال تَعمَل على تفريغ مدينة القدس المحتلة من محتواها الفلسطيني من خلال استغلال ما يسمى قانون أملاك الغائبين إضافة لإتباع سياسات عنصرية في المدينة المحتلة لإفراغها من خلال ما تصدره من قوانين مثل فرض الضرائب وسحب هويات المواطنين المقدسيين، في حربٍ مفتوحة تشنها على كل المكونات العربية لمدينة القدس المحتلة، وتعمل بشكل حثيث لفرض واقع جديد في مدينة القدس المحتلة، من خلال عمليات التهويد التي تقوم بها، وكذلك من خلال ما تقوم به من عمليات ترحيل تستهدف ابناء المدينة المقدسة في محاولة منها لتغير الواقع الديمغرافي فيها، وفرض وقائع جديدة على الأرض الفلسطينية المحتلة، وفصل القدس عن محيطها العربي الفلسطيني في الضفة الغربية.

وعلى ضوء الواقع الحالي في القدس، وتواصل عمليات القضم المتتالي لأراضيها لمصلحة التوسع الاستيطاني التهويدي الجائر، فان مهمات فلسطينية وعربية وإسلامية عاجلة تتطلب التحرك من أجل إنقاذ المدينة المقدسة، وإدامة صمود المقدسيين عبر مد المؤسسات الوطنية الفلسطينية في الداخل الفلسطيني بكل أسباب وعوامل الصمود والثبات، وتحويل الدعم اللفظي إلى دعم مادي مباشر، وإعادة إحياء وتفعيل صندوق القدس العربي الذي كانت قمة القاهرة قد أقرته عام 2001. كما في ضرورة تدخل منظمة المؤتمر الإسلامي والدول العربية والإسلامية بكل قوة لوقف هذا الجنون الإسرائيلي بحق الأقصى والمقدسات الإسلامية فالأقصى والقدس الآن في خطر حقيقي لان هناك نية مبيتة للنيل منه من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة. فضلاً ضرورة تكثيف حملات توعية فلسطينية للمواطنين المقادسة للحيلولة دون انتشار ذلك حيث سيكون له اثر خطير جداً على مستقبل مدينة القدس. فلنبادر لقرع الأجراس.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2178631

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع علي بدوان   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

52 من الزوار الآن

2178631 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 46


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40