الأربعاء 1 نيسان (أبريل) 2015

في يوم الأرض الفلسطينية

الأربعاء 1 نيسان (أبريل) 2015 par علي بدوان

تمر الذكرى التاسعة والثلاثين ليوم الأرض في فلسطين، وعلائم الثبات والبقاء راسخة في صفوف عامة مواطني الداخل الفلسطيني المُحتل عام 1948. فالترانسفير أصبح من الماضي وخلف التاريخ، وممارسات الحكومات «الإسرائيلية» المُتعاقبة فَشِلت ولن تفضي لنتائج مُحددة على صعيد «أسرلة» من تبقى من أبناء فلسطين فوق أرضهم وطنهم التاريخي داخل حدود العام 1948.

نَجَحَ فلسطينيو الداخل في عبور الامتحان الصَعب والقاسي طوال العقود التي تلت النكبة، فكسروا إرادة الاحتلال وصنعوا إرادة جديدة، باتت اليوم أكثر تماسكاً من أي وقتٍ مضى في الدفاع عن الأرض وعن الوجود وعن التاريخ والهوية الوطنية والقومية، وفي الثبات والبقاء على أرض الوطن في حيفا، ويافا، واللد، وعكا، وسخنين، وعربة البطوف، ودير الأسد، ودير حنا، وعيلبون، وأم الفحم، وكفر مندا، وكفر كنّا، وراهط، وفي عموم النقب.

إن مواطني الداخل من أبناء فلسطين، المُتجذرين فوق تراب وطنهم التاريخي داخل ما يسمى بـ «إسرائيل» وبصمودهم وتفانيهم وإصرارهم على البقاء فوق أرضهم، تركوا بصماتهم على اتجاهات التغيير، حيث تزايد التأثير العربي كقوة سياسية وديمغرافية مهمة، لهم مكانتهم في الصراع في المرحلة المُقبلة، فتعاظم الصعود في الانتماء الوطني جزء لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني الواحد الموحد في الداخل والشتات، وفي الصراع ضد نهب الأرض وتدمير القرى العربية، ومن اجل إزاحة كابوس التمييز العنصري والسير نحو الكينونة الوطنية الموحدة للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات.

ومما لا شك فيه بأن إعادة بلورة الهوية الوطنية لفلسطينيي الداخل المحتل عام 1948 لم تكن وليدة لحظاتها، كما لم تكن «صاعقة في سماءٍ صافية»، بل جاءت في سياقٍ مُستمر من التحوّل على أنقاض نكبة عام 1948، وبرز هذا التحوّل بشكلٍ مُميز أثناء هبة يوم الأرض في (30 مارس 1976) في مناطق الجليل والمثلث والنقب.

إن عملية إعادة بلورة الهوية الوطنية والقومية لفلسطينيي الداخل عام 1948، تتغذى في جانبٍ كبير منها من سلوك سياسي واجتماعي بمضمون طبقي عند الأغلبية اليهودية الصهيونية الرسمية الحكومية والحزبية التي تَدفَع بفلسطينيي الداخل دون أن تدري نحو مواقع العملية الوطنية والقومية العربية، فهناك اتجاه عام يتوالد وتَدفع به الحالة المُجتمعية اليهودية التي تَتصرف مع العرب الفلسطينيين داخل حدود العام 1948 بمنطق اللامساواة في أي من مجالات الحياة، منطق «أولاد الجارية» والتمييز العنصري والطبقي.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2181102

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع علي بدوان   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2181102 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40