الأحد 29 آذار (مارس) 2015

هل انتهى “دهر” العسل؟

الأحد 29 آذار (مارس) 2015 par هاشم عبد العزيز

هل انتهى “دهر” العسل في العلاقات الأمريكية ال“إسرائيلية”؟ هذا ما تطرحه ال“مفاجآت” المتتالية التي أطلقتها الإدارة الأمريكية في غضون أيام قليلة .
بعد إعلان البيت الأبيض بأنه يعتزم إعادة تقييم دعمه الدبلوماسي ل“إسرائيل” في الأمم المتحدة أثر تعهد رئيس وزرائها نتنياهو في حملته الانتخابية بعدم قبوله بحل الدولتين الذي يشكل إحدى ركائز السياسة الأمريكية المعلنة لحل الصراع في الشرق الأوسط .
جاء الإعلان الأمريكي من أن “إسرائيل” كانت تتجسس وخلال قرابة عام على المفاوضات في شأن البرنامج النووي الإيراني التي كانت جولاتها الأمريكية الإيرانية غير قليلة .
التطورات على هذا النحو كانت مفاجئة وقراءتها كانت أقرب إلى ردود أفعال عديدة .
هناك من رأى إعلان البيت الأبيض بمثابة مؤشر على تحول سياسي أمريكي لا يقتصر على ما كانت عليه تلك السياسة القائمة على حماية “إسرائيل” من العقوبات الدولية ودعم سياستها الاستيطانية والتهويدية وحروبها وجرائمها ضد الإنسانية، بل والعلاقة الأمريكية “الاسرائيلية” بدليل هذا الخروج الذي يمكن القول إنه وضع نهاية للسرية وأسقط ما يعرف بالخصوصية .
بعض آخر يرى أن إعلان البيت الأبيض يفتح الأبواب أمام الانتقادات الأمريكية التي كانت شبه محرمة ل“إسرائيل” ولا يحتمل الذهاب أبعد من ذلك وعلى الأقل في المدى المنظور وهؤلاء لا يشيرون إلى أنه إذا ما كانت “إسرائيل” لم تعد تلك الركيزة المتقدمة لاستراتيجية الولايات المتحدة نظراً للتواجد العسكري الأمريكي في المنطقة بالإضافة إلى الضربة التي وجهها نتنياهو للوبي الصهيوني في الداخل الأمريكي بوضعه في مأزق الولاء بعد تحديه الإدارة الأمريكية عدم إلقاء خطابه في الكونغرس الأمريكي، لكن هذا ليس مدعاة للاعتقاد بأن الولايات المتحدة ستتخلى عن ركيزة استراتيجيتها الأساسية لأن الخلافات على الدور لا تذهب إلى حد القطيعة .
بين هذا وذلك هناك من يرى لزوم عدم الذهاب إلى قراءة ما يجري بالأماني السياسية وأن الوقت ما زال مبكراً للوقوف على هذه التطورات في العلاقات الأمريكية “الاسرائيلية” .
السؤال الآن: ما الذي أدى إلى هذه السوابق في العلاقات الأمريكية ال“إسرائيلية”؟
بداية يمكن القول إن رئيس الوزراء ال“إسرائيلي” نتنياهو قدم للرئيس الأمريكي أوراقاً ثمينة جراء تحديه طلبه عدم إلقاء خطابه في الكونغرس والتعرض للمفاوضات الأمريكية الإيرانية في شأن البرنامج النووي الإيراني ونتنياهو لم يكن يتدخل في الشؤون السياسية الأمريكية الداخلية بل كان قد تمادى في شأن هذه السياسة تجاه المصالح والعلاقات الأمريكية الخارجية .
بين الرجلين خلافات لكنها بقيت تحسب على أنها شخصية لكن غرور نتنياهو أوقعه في تجاهل طلب الإدارة الأمريكية باعتباره يمثل رئاسة وسيادة الولايات المتحدة .
من هذه النقطة بدأت ال“شقلبة” التي ترتد على “إسرائيل” ورئيس وزرائها الذي لم تنفعه محاولات تلطيف الأمور ومن ذلك إطراؤه على العلاقات الأمريكية “الاسرائيلية” .
ميزت سنوات أوباما في الرئاسة الأمريكية عدم تعاون نتنياهو مع الجهود الأمريكية في شأن التسوية وهي حفلت بتطاول نتنياهو ما أدى إلى تراجع أوباما عن قراراته مرات عديدة .
كما يطرح إعلان البيت الأبيض في شأن تقييم العلاقة مع “إسرائيل” أن الأمور مفتوحة على مواجهة الأعباء التي تتحملها أمريكا جراء السياسة التي يتبعها اليمين ال“إسرائيلي” في شأن التسوية السلمية وهي أعباء ليست قاصرة على ما يقدم من دعم مادي وعسكري بل ومواقف سياسية لها تبعات سلبية على الولايات المتحدة ومصالحها في هذه المنطقة الحيوية والاستراتيجية .
يجد أوباما في هذا الوضع فرصة ثمينة لرد الفعل تجاه تحدي وتطاول وغرور نتنياهو ومن غير المستبعد الدفع بالاتجاه الذي أعلنته تسيبي ليفني من أن نتنياهو ليس عدواً ل“إسرائيل” ولكنه يعرضها للدمار بسياسته الانقسامية الداخلية وبعزلتها الدولية وسيكون أوباما إذا ما دفع بتسوية من ينقذ “إسرائيل” من مجهول نتنياهو .
أمام أوباما فرصة لتحقيق إنجاز تاريخي إذا ما استغل الوقت المتبقي من رئاسته في شأن تحقيق تسوية تقوم على الحق والعدل وقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، وهي من بين ما تقوم إلى جانب عودة المشردين إلى أرضهم وبيوتهم إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية المستمر منذ ما يزيد على ستين عاماً كما طالبت بذلك الإدارة الأمريكية “إسرائيل” منذ أيام قليلة .
والأمر هنا يتوقف بدءاً على جدية الولايات المتحدة حل هذه الأزمة لا إدارتها في لعبة ابتزازية بتداعيات مدمرة .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2165367

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع هاشم عبدالعزيز   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165367 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010