الأحد 22 آذار (مارس) 2015

سورية وأربع سنوات من أبجدية الصمود

الأحد 22 آذار (مارس) 2015 par د. سليم حربا

أربع سنوات من العدوان الإرهابي على سورية، علينا ألاّ ننسى ونتذكّر ونُذكّر دائماً بأنّ العدوان والإرهاب وأدواته ووكلاءه وكفلاءه وأصلاءه ومرتزقته، اختصروا لغتهم بالتاءات القاتلة تآمر – تبعية – تطرف تكفير تجنيد – تزوير – تضليل – تحريض – تسليح تمويل – تهريب – تسلل – تدريب – تدمير – تفخيخ – تمثيل- تقطيع – تهجير- تخاذل – تفريط تدعيش – تدنيس . فكم من مؤامرة حيكت، وكم من اجتماعات لأعداء سورية عُقدت، وكم من قطعان إرهاب متعدّد الجنسيات سُلّحت، وكم من بنوك بترودولار موَّلت، وكم في معسكرات بني سعود وبني عثمان دُرّبت، وكم من معابر فُتحت، وكم من مرتزقة أرسلوا، وكم من جرائم ارتُكبت، وكم من قلوب وأكباد أكلت! وكم من لحوم بشر التُهمت، وكم من أبرياء اختطفوا، وكم من أطفال ونساء قُتلوا، وكم من أرواح زُهقت، وكم من دماء طاهرة سُفكت، وكم من قبور نُبشت، وكم من أحياء حُرقت، وكم من معامل نُهبت، وكم من آبار نفط سرقت، وكم من سيارات موت فُخّخت، وكم من متفجرات فُجرت، وكم من أنفاق حُفرت، وكم من شعارات سوداء رُفعت، وكم من مساجد وكنائس أُحرقت، وكم من مسمّيات إرهابية أُطلقت، وكم من هياكل ومجالس فُككت ورُكّبت، وكم من أبواق نهقت ونعقت، وكم من أسلحة فتاكة، بما فيها الكيماوي استُخدمت، وكم من موبقات وجرائم ارتُكبت، وكم من مناطق عازلة وحظر جوي حلم بها الحالمون، وكم من ملاحم ومعارك مزعومة وساعات صفر تحطّمت، وكم من بوارج حُشدت، وكم من قرارات دولية لم تطبّق صدرت، وكم من عقوبات فرضت، وكم من رهانات خاسرة فشلت، وكم من مواعيد حُدّدت وقُطعت، وكم من فتاوى إرهابية روجت، وكم من حقد اختزنت، وكم من سيطرة مزعومة سيطرت، وكم من معارضة إرهابية احتُضنت وسُلّحت ثم تلاشت واندثرت…

لكنّ أبجدية الصمود السوري أذرت بكلّ مفردات لغتهم الإرهابية الوهابية، بعد أن تصدّت سورية، لغة وحضارة وإرادة وإدارة، بجيشها الأبيّ وشعبها الوفيّ وقيادتها الحكيمة، وقاومت وصمدت وانتصرت، لأنها سورية ألف الأبجدية وباء البشرية وتاء التاريخ وحاء الحضارة وضاد العروبة وسين الإسلام والمسيحية وقاف المقاومة وفاء الفخر ونون النصر.

تقف سورية بعد أربع سنوات من المواجهة وصدّ ومكافحة الإرهاب والعدوان، بجيشها الباسل الذي أثبت أنّ الميدان هو الميزان، فحرّر وطهّر وعقّم وأصاب مشروع الإرهاب والعدوان بفقدان الاتزان، فراح يندحر، ململماً هزائمه، ليرتدّ على صانعيه وداعميه.

تحول كلّ مواطن في سورية إلى مقاتل يلتفّ حول جيشه وقيادته في جبهة وطنية انهار أمامها الخونة والعملاء وجبهات الإرهاب كـ»جبهة النصرة» و»داعش» وغيرهما من التنظيمات الإرهابية، وما ملكت قواميس الإرهاب الصفراء والحمراء والسوداء، فانتصرت سورية بقيادة امتلكت بعد النظر وحملت الأمانة الوطنية بكلّ اقتدار ودافعت عنها بثبات الأبطال وعبقرية الحكماء وشموخ قاسيون والحرمون.

أربع سنوات خلت، وسورية تقبض على السلاح بيد في مواجهة الإرهاب وتفتح وتمدّ اليد الأخرى مع القلب والعقل للحوار والمصالحة، وتنصح وتحذّر بأنّ طابخ السمّ ذائقه، وبأنّ «ربيع» الوهابية والإخونجية والصهيونية والعثمانية يصحّر العقول والقلوب ويستهدف اغتيال الحضارة، قديمها وقادمها والإنسانية، وبأنّ الحسابات في حقول دعم الإرهاب والاستثمار فيه تختلف عن بيدر وغلال مواجهته الوطنية السورية، وها هو المشهد بعد أربع سنوات يؤكد ما قالته وما فعلته سورية وحلفاؤها الصادقون.

واليوم بين يومي عيد المعلم وعيد الأم، فإنّ سورية بخير وتقول لأبنائها كلّ عام وأنتم بخير أيها السوريون، لأنكم جميعكم معلمون علّمتم الدنيا كيف تتعلّم وتُعلّم أبجدية الصمود والانتصار، ويقول الأبناء لأمهم سورية: كلّ عام وأنتِ عزتنا وفخرنا ومجدنا وأصلنا وفصلنا. كلّ عام وأنتِ سيدة التاريخ والحضارة وعنوان الحاضر ومنارة المستقبل، وأنتِ العمر الذي لا يفنى والمستقبل الذي يبقى ويقوى، أنتِ سين السلام وواو الوفاء والوحدة وراء الرحمة وياء الياسمين واليقين بالنصر، وألف الألفة والمحبة، فلكِ المحبة يا سورية يا أمّ المؤمنين بالله والدين والوطن والعروبة والقيم والحضارة والإنسانية وكلّ عام وأنتِ بخير.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 26 / 2165239

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع سليم حربا   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2165239 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010