الجمعة 20 آذار (مارس) 2015

داعش تحكم إسرائيل

الجمعة 20 آذار (مارس) 2015 par سمير الحجاوي

الحالة الداعشية التي تسود المنطقة لا تتوقف عند حدود، فقد أثبت الكيان الإسرائيلي أنه أكثر داعشية من الدواعش العرب مجتمعين، وهذا ما برهنت عليه الانتخابات البرلمانية الأخيرة في هذا الكيان.
يمكن القول إن هذا المجتمع المصطنع في هذا الكيان قد انتقل من التطرف إلى “التطرف في التطرف”، التعصب الأعمى والكراهية وعداوة الآخر العربي والفلسطيني بشكل مطلق.
لا يوجد في الكيان الإسرائيلي معتدل ومتطرف، فهذا المجتمع ينقسم بين متطرف ومتطرف جدا، والتوزيع الوهمي لأحزاب اليمين واليسار ما هي إلا تسميات وهمية “لزوم الشغل والنصب” على العالم والمجتمع الدولي، وإلا فإن غالبية الحروب شنها هذا الكيان ضد الشعب الفلسطيني والعرب كانت بقيادة ما يسمى اليسار الإسرائيلي، وأن سياسة السحق وتكسير العظام هي إحدى سياساته، أما ما يسمى “اليمين الإسرائيلي” الذي يعتبر المتدينون الأرثذكسون عموده الفقري، فهؤلاء لا يتوانى عن إعلان رغبتهم بإبادة الشعب الفلسطيني عن بكرة أبيه، ويكفي نظرة واحدة إلى فتاوى حاخاماتهم لنعرف إلى أي مدى وصل التطرف الأعمى لهذا المجتمع الذي يقوم على فكرة دينية.
لا نحتاج إلى دليل على تطرف الإسرائيليين، ولكن لا بأس من الاستفادة من نتائج الانتخابات الأخيرة لنتبين ذلك بالأرقام، فحزب بنيامين نتنياهو حصل على ربع مقاعد البرلمان “30 مقعدا من أصل 120” وإذا أضفنا إليه المقاعد التي حصل عليها اليمين الديني المتطرف فإن العدد يصل إلى 67 مقعدا، أي أن 2 من كل 3 إسرائيليين ينتميان إلى المعسكر الذي يرى أن الفلسطينيين والعرب مجرد “كائنات يجب إبادتها”، ويكفي أن نقف على جملة من التصريحات العلنية والممارسات العملية التي يقوم بها رئيس حكومة هذا الكيان والفائز الأكبر بهذه الانتخابات لنعرف أن الداعشية الإسرائيلية فاقت أي داعشية أخرى في المنطقة والعالم، فقد أعلن “أنه لن تقوم دولة فلسطينية في عهده” وأن “القدس ستبقى موحدة وعاصمة أبدية لإسرائيل” وأنه لن يتنازل عن أي أرض ولن يقدم للفلسطينيين أي تنازل، وتباهى أنه مدعوم “بحلفائه العرب” الذين يرون في “إسرائيل” حليفا موثوقا، وأنه تم تجربة ذلك خلال الحرب الأخيرة على غزة.
نتنياهو قال إن أمن إسرائيل أهم من رضى إدارة أوباما، وأنه لا يعبأ بأحد إذا مس الأمر أمن إسرائيل والإسرائيليين، وأثناء حملته الانتخابية اعتمد لغة تحريضية ضد العرب والفلسطينيين دفعت البيت الأبيض إلى إصدار بيان قال فيه “إن هناك مخاوف عميقة لدى القيادة الأمريكية بشأن استخدام لغة خطاب مثيرة للانقسام في الانتخابات الإسرائيلية، من شأنها تقويض المواطنين العرب الإسرائيليين”، وذهب المحلل السياسي لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، جدعون ليفي، إلى وصف الشعب الإسرائيلي بالمريض لأنه “صوت للكراهية”.
هذه الحالة الداعشية الإسرائيلية تعني أنه ليس هناك سلام ولا ما يحزنون بل يمكن القول “باي باي سلام” مع أنه لم يكن هناك أي سلام منذ ربع قرن ومنذ بدء محادثات مدريد وتوقيع اتفاقيات أوسلو. وأن ما يسمى بعملية السلام ليس أكثر من وهم وخداع وزيف، على حساب الشعب الفلسطيني ومعاناته وآلامه.
لا يمكن اعتماد استراتجية “السلام والتفاوض” إلى ما لا نهاية، فكل شيء يجب أن يحقق هدفا، فالشعب الفلسطيني يعيش في المنافي ويموت في البحر الأبيض المتوسط الذي تحول إلى مقبرة للفلسطينيين وغيرهم، ويعاني أسراه من السجون والمعتقلات في معسكرات الاعتقال اليهودية الصهيونية الإسرائيلية، والاستيطان يقضم الأرض يوما بعد يوم حتى لم يبق إلا فتات أرض.
لا يجوز الاستمرار بإضاعة عمر الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وفي المنافي، فنتائج الانتخابات في هذا الكيان الإسرائيلي المصطنع هي إعلان حرب على الفلسطينيين لاقتلاعهم وإلغائهم ماديا ومعنويا.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 32 / 2165349

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع سمير الحجاوي   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2165349 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010