مأساة العرب والمسلمين أنهم غير قادرين على التكيف مع الحضارة العالمية الجديدة، على الرّغم من إقبالهم الشديد على طابقها التكنولوجي الاستهلاكي؛ ولا هم قادرون على تجاوزها بحضارة أفضل منها في نظر بقية الشعوب والأمم الأخرى، كما هو حاصل بالنسبة للحضارة العالمية الجديدة. إنهم “كفارس تحت القتام، لا يستطيع الانتصار ولا يطيق الانكسار”؛ وإلا ما تفسير هذه الإحالة اللامتناهية في الانسحاق العقلي، والمزيحة لكل مسؤولية مهما كانت صغيرة وبسيطة ومباشرة عن أكتافهم الى السماء؟ لقد جعلوا أنفسهم غير مسؤولين عن أي شيء بانتظار الفرج من السماء وهم قاعدون. يستوي في ذلك الأميون منهم، وجملة الأدباء والعلماء والأطباء والمهندسين. أما لغة التخاطب بينهم، فتقوم على النفاق أو الابتزاز الديني المتبادل.
***
في بلاد القراءة والثقافة، كما في الدنمارك وهولندا... لا يجد المرء وقتاً للأكل والشرب والفراغ، ولكنه يجد الوقت للقراءة. أما في بلاد “أمة اقرأ”، فلا يوجد وقت للقراءة، ولكن يوجد وقت للأكل والشرب والفراغ.
***
كانت الهوة بين العرب والغرب بطول فترة السبات العثمانية التي امتدت لأربعة قرون. لكن يبدو أنها استمرت بعد الاستقلال والانقلابات والاحتلال.
***
لو كانت جرائم الشرف أو القتل دفاعاً عنه متبادلة بالمقدار نفسه، أو معكوسة، لكان عدد القتلى من الرجال أضعاف عدد القتلى من النساء، ولأغلق الموضوع نهائياً في شهر أو شهرين أو سنة.
***
بين الكاتب، والصحفي، والمذيع، فرق كبير. فالصحفي يبحث عن المعلومة أو يحررها أو يمررها؛ وكلما كانت طازجة وسباقة وصادقة، حقق مهمته وارتقى بمهنته. أما المذيع، ومع احترامنا الشديد له، فهو ناقل للأخبار، وإن اختلف المذيعون في الأداء والجاذبية. فيما الكاتب يكتب معبراً عن فكر أو فلسفة أو معتقدات، أو تجربة، أو مشاعر، بأسلوب ما: مقال، أو قصة قصيرة، أو رواية، أو مسرحية، أو قصيدة.. وعندما يكون مبدعاً، فإنه يؤثر في الأجيال، وأثره فيها يدوم.
نعم، قد يكون الصحفي كاتباً أيضاً، مثل الفين ثوفر، أو محمد حسنين هيكل، أو رنا الصباغ؛ أو العكس، فيكون لكل منهما شخصيتان متكاملتان، تستحوذ كل منهما على القارئ مرتين. ولكن هذه الحالة نادرة. وعليه، يوجد فرق كبير بين الكاتب والصحفي من حيث طبيعة العمل أو المهنة؛ فالصحافة مهنة المتاعب للصحفي الملتزم، والكتابة رسالة أعظم أعباء وكلفة.
وإذ كان الأمر كذلك، فلا معنى لوصف الكاتب في الصحف بالكاتب الصحفي، ولا الصحفي بالكاتب. كما لا تصلح نقابة الصحفيين للكاتب في الصحف، ولا رابطة الكتاب للصحفيين، ما خلا لمزدوجي الكفاءة والعطاء. كما لا يجوز وضع الكاتب في خانة الإعلام والإعلاميين، لأن الكتابة بأشكالها وأهدافها ليست مجرد إعلام. إن ما تقوم به الصحافة، وما يقوم به العاملون في بقية وسائل الاتصال، كالمذيعين ومن في حكمهم، إعلام.
وإذا كان الأمر كذلك “ولم يعترض عليه أحد”، فيجب تسمية نقابة الصحفيين بنقابة الإعلاميين التي تضم الطرفين الآن.
الجمعة 13 آذار (مارس) 2015
مجرد كلام
الجمعة 13 آذار (مارس) 2015
par
حسني عايش
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
19 /
2181838
ar أقسام الأرشيف ارشيف المؤلفين حسني عايش ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
8 من الزوار الآن
2181838 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 7