كل الاعتقاد أن لدى ” داعش ” محركا مسؤولا يتدبر أمره في شؤون الإعلام خاصة، إذ ليس من المعقول ما يقوم به من قتل ممنهج أمام الكاميرات كي يعزز ثوابت لديه أمام الشعوب .. فليس من باب العرض فقط حرق الطيار الأردني، ومثله أيضا من تجميع واحد وعشرين مصريا وتصفيتهم بحزة سكين في لحظة واحدة. وهذا المسؤول لا يعتقد أنه داعشي، بل من عالم آخر لا أدري أن كان عربيا أيضا.
قيمة الإعلام في التنظيم الإرهابي هي التي أتاحت له امرين: الحضور السريع، والثاني ايجاد حالة الرعب التي نشأت عن وجوده. وفي وقت قريب سوف يسعى الى برمجة جديدة، لكن عينه الأساسية ستظل كما قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله على مكة والمدينة المنورة، إذ لا قيمة لأي تنظيم إسلامي يدعي الخلافة أن لا تكون المدينتان المشار إليهما ضمن نفوذه.
الحقيقة الساطعة أننا أيضا أمام تنظيم تنقل بعض تقارير المعارك معه الى انه ليس فقط يستعمل أسلحة تناسب معاركه، بل هو يقاتل خارج أي مفهوم متعارف عليه .. فهو لا يطبق حرب العصابات المتعارف عليها في عمليات أضرب وأهرب، وهو أيضا لا يقاتل كلاسيكيا مثل بقية الجيوش، يتفرد حسب المعلومات بنوع قتالي خاص به، وهو دائم التجديد في كل معركة يخوضها.
الآن وبحكم تمدده في معظم بلاد العرب، من المشرق والمغرب، فإن استدراجه لمصر كان لعبة من لعبه .. اذ ليس عبثا ان يقتل بهذه الطريقة عمالا مصريين امام الكاميرات وبالطريقة الوحشية التي أرعبت الناس. قبلها آثار الأردن، وهو الآن إثارة لمصر، ولا ندري من هو القطر العربي القادم الموضوع على اللائحة، علما أن هنالك اكثر من عشرة جنود لبنانيين محتجزين لديه ولا يعرف عنهم شيئا حتى الآن وكثيرا ماهدد بقتلهم جماعيا.
داعش اليوم يشد عصب المنطقة، لكنه لا يجمعها بكل أسف .. فما زال هنالك حراك غير منطقي في الحرب عليه، هو دائما يتصرف بعنصر مفاجئ، يضرب ضربة عاصفة ثم ينكفئ قليلا، تقوم الدنيا ولا تقعد، ثم تهدأ الى ان تحين ضربته اللاحقة وهكذا.
خططه إذن التمكن من الإمساك بمزيد من الأرض العربية، هو يعتقد أن المزيد من العناصر لديه يعني تحفيزا لحراك جديد بانقضاض على أرض جديدة لم يختبئ وراء التخطيط لها، مثلما كان الحال مع شمالي لبنان مثلا . لكنه لم يقل حتى الآن أين هو دار “الخليفة” الثابت لأسباب أمنية.
سيظل هذا التنظيم غريبا مهما فعل، رغم أن جل عناصره من الأرض العربية، وخياره العراق كان بالنسبة إليه منطقيا نظرا للعناصر العراقية الكثيرة لديه والمبايعات الأخرى التي تحصل بين الفينة والأخرى من عراقيين وبعض السوريين في الرقة وغيرها.
ومع ذلك هو تنظيم إلى زوال، وبالتالي كثرت إخفاقاته في أكثر من مكان أبرزها مدينة عين العرب التي فشل فيها بعدما قدم آلافا من عناصره وحاول من خلال أكثر من خمسين عملية انتحارية أن يتصور الوصول إلى أهدافه فيها.
الأربعاء 18 شباط (فبراير) 2015
الإعلام الداعشي وخططه الأخرى
الأربعاء 18 شباط (فبراير) 2015
par
زهير ماجد
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
25 /
2178133
ar أقسام منوعات الكلمة الحرة كتّاب إلى الموقف زهير ماجد ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
22 من الزوار الآن
2178133 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 23