الثلاثاء 30 كانون الأول (ديسمبر) 2014

العقيدة العسكرية الروسية الجديدة

الثلاثاء 30 كانون الأول (ديسمبر) 2014 par حميدي العبدالله

وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على وثيقة استراتيجية هامة تتضمّن عقيدة عسكرية جديدة، تضع هذه العقيدة العسكرية توسّع حلف شمال الأطلسي بوصفه واحداً من الأخطار الخارجية الرئيسية، وتتميّز هذه العقيدة عن سابقتها التي وُضعت عام 2010 بأنّ السابقة كانت تقيّم توسع حلف شمال الأطلسي بأنه خطر كبير.

من الصعب التمييز بين المصطلحين، ولكن السياق السياسي العام للعلاقات بين روسيا والغرب هو الذي يعكس الفارق بين ما جاء في عقيدة 2010 وعقيدة 2014.

بمعنى آخر أنّ روسيا منذ عام 1995 عندما وضعت أول عقيدة عسكرية لها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، كانت هذه العقيدة تشير إلى خطرين أساسيّين يلزمان الدولة الروسية بالتصدّي لهما، الخطر الأول، توسع حلف شمال الأطلسي الناتو شرقاً، أيّ باتجاه بعض دول أوروبا الشرقية، والدول التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفياتي، والخطر الثاني تعرّض الأقليات الروسية في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق إلى الخطر، حيث التزمت تلك العقيدة بالدفاع عنهم، بل أكثر من ذلك إنّ اتفاقية حول أوكرانيا وقّعت في منتصف التسعينيات بين الدول المعنية وروسيا في عهد بوريس يلتسين الحليف القويّ للغرب، ركزت على ضرورة أن تكون أوكرانيا دولة محايدة، ولكن تصويت البرلمان الأوكراني مؤخراً على إلغاء حياد أوكرانيا والطلب رسمياً من قبل الحكومة الأوكرانية الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي الناتو شكل خروجاً ثالثاً على الخطوط الحمر التي حدّدتها روسيا الرأسمالية في عهد يلتسين، وأعاد التأكيد عليها الرئيس بوتين في فترة ولايتيه الأولى والثانية، والآن في ولايته الثالثة، كما أكد عليها ميدفيديف في ولايته التي سبقت إعادة انتخاب الرئيس بوتين لولاية ثالثة.

الخلاصة أنّ الحكومات الغربية، وأيضاً الحكومة الأوكرانية، لم تحترم الخطوط الحمر التي هي موضع إجماع في روسيا، وبمعزل عن هوية الحاكم الذي يقيم في الكرملين، سواء كان موالياً للغرب، كما هو حال يلتسين، أو مصمّماً على إعادة العلاقات المتكافئة بين الغرب وروسيا إلى وضع يليق بقدرات روسيا العسكرية، وموقعها الجيوسياسي، وثرواتها الطبيعية الكبيرة، وبالتالي لم تعد المسألة هي مسألة بوتين، كما يحاول قادة الغرب والإعلام الغربي تصوير الأمور.

في مثل هذه المعطيات، فإنّ أيّ مسؤول روسي لن يكون قادراً على عدم الردّ عندما يتمّ تجاوز الخطوط الحمر التي هي موضع إجماع القوى والتشكيلات السياسية الروسية والتي يلتفّ حولها أبناء الشعب الروسي، أو على الأقلّ غالبيتهم، وإذا ما استمرّ الغرب بتجاهل التحذيرات الروسية، فإنّ الوضع سيتدهور أكثر مما هو عليه الحال الآن، وسيكون الغرب هو المسؤول عن التداعيات والتبعات الناجمة عن هذا التدهور.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 25 / 2165997

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع حميدي العبدالله   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

26 من الزوار الآن

2165997 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 26


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010