القدس : ما لها وما عليها

من الغني بالتعريف ان قضية القدس بكل ما فيها من معاني دينية وانسانية وحكمآ سياسية وما الى ذلك ، لا زالت منذ زمن بعيد القضية الاولى في العالم .
ومن هنا فأن العدو لا زال يحلم بذلك اليوم الذي يستطيع فيه ان يحقق الحلم التاريخي باقامة دولة يهودية من الفرات الى النيل وتكون القدس هي العاصمة لتلك الدولة المزعومة ، وخيار القدس تحديدآ ( لما لها ، وما عليها ) من تاريخ ديني وجغرافي وأكثر من ذلك .
لذلك نرى ان العدو حاول ابتلاع القدس من خلال نقاط اربعة،عمل عليها بكل قوة مستغلآ الانشغال الشعبي العربي بما يجري تحت مسمى ( الربيع العربي ) ، فكانت النقطة الاولى من خلال العمل على ابعاد قطاع غزة كقوة عسكرية وحكمآ سياسية ، فكان عدوان 2014 ( العصف المأكول ) والذي استمر لمدة 50 يوماً يومآ تم فيها استخدام كل انواع الاسلحة التدميرية .
اما النقطة الثانية فكانت ابعاد الضفة الغربية وهي مبعدة حكمآ من خلال الاتفاقات المعقودة مع السلطة الفلسطينية والتي كبلتها بقوانين اسرائيلية واهية اضافة الى الضغط الامني على المقاومين من خلال التنسيق الامني بين السلطة الفلسطينية وحكومة العدو الاسرائيلي .
اما النقطة الثالثة فكانت من خلال القوانين التي اقرت بشأن القدس وفلسطين التاريخية التي احتلت عام 1948 ، على على الصعيد الداخلي ، فقوانين التهويد الحجري والبشري يعمل بها وعليها بكل قوة ممكنة ، اضافه الى القوانين الخاصه بأهل فلسطين التاريخية ( 48 ) وتحديدآ التي تربطهم بالقدس مثال على ذلك الرباط في الاقصى ودعم اهل القدس بكل الوسائل لذلك وضع العدو الاسرائيلي قوانين خاصة تمنعهم من دعم الاهل في القدس قدر المستطاع ، ورغم ذلك هناك اصرار على الدعم وعلى عدم الخضوع للقوانين الاسرائيلية
اما الرابعة فهي مرتبطة بالدعم الخارجي لفسطين فسوريا تم اشغالها بمشاكل داخلية ، وحزب الله جرت محاولات عديدة لابعاده ، او ظنوا كذلك ، وايران اشغلت بالمشروع النووي ، والدول العربية المانحة للمال لها شروط امريكية وغير امريكية .
بالعودة الى النقطة الاولى فالمقاومة في غزة صمدت بكل معنى الكلمة ، بل انتصرت وهذا الصمود كانت له نتائج ايجابية ولم يستطيع العدو الاسرائيلي ابعاد القطاع كما اراد ، رغم الدمار الهائل الذي حصل في القطاع اضافة الى الشهداء والجرحى .
النقطة الثانية والمتعلقة بالضفة الغربية فبرغم التنسيق الامني استطاعت المقاومة الرد من خلال بعض العمليات ان كان في الخليل او في جنين او نابلس او حتى في محيط رام الله .
الثالثة وهي تتعلق بالقدس تحديدآ وفلسطين التاريخية فصمود الاهل امام القوانين الجائرة بل العنصرية كان لها الاثر الكبير وما زال ، واعتقد جازمآ ان الانتفاضة الثالثة انطلقت من القدس وستمتد الى باقي المناطق الفلسطينية المحتلة ، اما المخيف في الامر حاليآ فهو استصدار قوانين يمكن ان نطلق عليها احكام عرفية خاصة بأهل القدس للحد من الانتفاضة التي يقودونها .
النقطة الرابعة فهي لا تقل اهمية عن باقي النقاط اذ ان المطلوب كان ابعاد حزب الله عن دائرة الدعم الاساسي لفلسطين وخاصة من الجهة الشمالية لفلسطين .
في المحصلة اعتقد ان العدو الاسرائيلي سقط هو ومخططاته الخاصة بالقدس ، فصمود غزة كان له الاثر الكبير في اسقاط ذلك المشروع والقوة الصاروخية ما زالت كما هي بل ازدادت على الصعيد الكمي والنوعي ، والضفة الغربية ما زالت على صفيح ساخن يمكن ان ينفجر في اي لحظة يشعر فيها اهل الضفة بالخطر المحدق بالقدس انه يمكن ان يؤدي الى الحلم الصهيوني . اما حزب الله فكان له رد واضح من خلال الكلمة التي وجهها سماحة السيد حسن نصر الله والرسائل التي ارسلها وكانت واضحة ان كل شبر من فلسطين هو تحت مرمى الصواريخ وان ما يجري في سوريا لا يؤثر على قدرة المقاومة بل العكس، وطبعآ لا يمكن المرور عن عبوة مزارع شبعا والتي كانت بمثابة رد عسكري قوي من ناحية الزمان او المكان او النتيجة .
اما الاساس لافشال هذا المشروع فهم اهل القدس ، فما قام به اهل القدس حتى الآن ، صمود ملفت للنظر بكل معنى الكلمة ، فهم من يقاوم بعمليات الدعس او بأدوات المطبخ ويعرفون من اين تأكل الكتف فكان الرد صاعقآ للصهاينة بعد ان قام الابطال بالهجوم على الكنيس اليهودي وبداخله حفنة من الحاخامات الذين يزرعون الحقد ويدعون لذبح الفلسطيني واستخدام الدين كعمال اساس لبث السموم والعنصرية ، ولكن من المفترض ان يكون الدعم للأهل في القدس مميزآ بالكم والنوعية على صعيد المشاريع العملية الكفيلة بدعم صمودهم امام الهجمة الشرسة للعدو الاسرائيلي ،
ويجب ان يعرف العرب والمسلمين ان اهل القدس يقاتلون ويصمدون ويصبرون ، عن كل الامة الاسلامية والعربية ، وواجب هذه الامة ان تدعمهم دون منية او حسابات مالية او سياسية او غير ذلك ، ومن هنا اهل القدس يوجهون السؤال دائمآ الى الامة العربية والاسلامية ،،،
هل تعرفون القدس ما لها وما عليها ؟