الأربعاء 19 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014

انتحار أربعة مستوطنين في القدس..

الأربعاء 19 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 par ابراهيم القيسي

«بيتر كاسيغ»؛ الأمريكي، الذي كان عسكريا، ولأسباب صحية ترك الجيش الأمريكي، وتحول الى عامل إغاثة، وأعلن إسلامه وغير اسمه ليصبح عبدالرحمن كاسيغ، انشغلت أمريكا وبريطانيا وفرنسا بموضوع ذبحه من قبل داعش، حيث أكد أوباما أن كاسيغ هو الذي ظهر مذبوحا في شريط بثته داعش ترهيبا للعالم، وترغيبا للشباب المتطرف، ثم انشغل العالم بالتركيز الغربي على موت كاسيغ، وتجاهل 16 ذبيحة سورية أخرى، ظهرت في الشريط ذاته، حيث لم تحظ كل هذه الضحايا بتعليق ولا تعاطف من قبل الادارة الأمريكية وحليفاتها المتضامنات الغربيات الرقيقات.
وكذلك فعلوا مع قصة «ذبح» الشاب الفلسطيني «محمد خضير» قبل شهور، حين حرقه مستوطنون إسرائيليون متطرفون متوحشون، خطفوه؛ ثم بدأوا بإحراقه وتقطيعه حتى الموت، وفجر الاثنين، فعلها المتطرفون الإسرائيليون المتوحشون القذرون، وشنقوا «يوسف الرموني»، الشاب الفلسطيني الذي يعمل سائقا على إحدى الحافلات التابعة لشركة إسرائيلية في القدس، ومال بل قال الاسرائيليون إن «الرموني» انتحر شنقا، ولم يمض 24 ساعة على هذه الحادثة البشعة، وبطريقة متوافقة مع حالات الانتحار الغريبة، انتحر صباح أمس 4 مستوطنين ، في كنيس يهودي، وتم جرح 5 آخرين، ويبدو أنهم لم ينجحوا في الانتحار الجماعي، وتم الانتقام الهستيري، بقتل شابين فلسطينيين من قبل الشرطة الإسرائيلية، تواجدا في مكان الحادث يحملان فأسا وسكينا، أتعاطف جدا مع الشابين الفلسطينيين الضحيتين البريئتين ومع أهلهما، وأعتبرهما شهيدين، وضحيتين مسكينين، قتلهما التطرف الإسرائيلي الوحشي الحاقد، الذي بدأ يحضر ليشكل أكثر الحكومات اليهودية «العقائدية» تطرفا ووحشية، التي شرعت حملتها الانتخابية، من خلال تدمير الأقصى المبارك، واستفزاز مشاعر المسلمين حول العالم بتدنيسه وإغلاقه أمام المصلين المسلمين، وقتل الفلسطينيين بوحشية من قبل المستوطنين المتطرفين البهائم.
بين ثنايا هكذا خطاب إعلامي تضليلي، تظهر مساحات فارغة غير مفهومة ولا منطقية، تسمح لخطاب «داعش» والتطرف المضاد بكل أشكاله أن يملأها، ويشف صدور الغاضبين حول العالم،وهذا أمر يعرفه مهندسو الظلم والارهاب والتطرف الدولي، ويتغاضون عنه ترويجا لمزيد من تطرف وقتل وفوضى ووحشية، ثم يظهر من بين المشيعين لجنائز الضحايا مسؤول أمريكي «أحول»، ويتحدث عن وحشية داعش ويتجاهل وحشية الكيان الصهيوني، وأثر هذه الوحشية في شرعنة داعش والتطرف المضاد بكل أشكاله وألوانه.
هل من إنسانية تلوح في أفق هذا الكوكب المنكوب؟!.. يبدو أن التطرف سيسيطر على مجريات إدارة شؤون الكوكب والكون، ما دام القاضي ينظر بعين واحدة ويستخدم مكيالين.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 35 / 2165944

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2165944 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010