الاثنين 17 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014

لا بديل عن نجاح مؤتمر الخرطوم

الاثنين 17 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 par صالح عوض

ألم يئن لدول جوار ليبيا أن يعزموا على إنهاء الكارثة في ليبيا، فإن الأمر خطير وسيصبح مؤرقا لكل الإقليم.. ومن هنا جاء تحرك الآلة الدبلوماسية السودانية هذه الأثناء بقوة في كل الاتجاهات لإنجاح مؤتمر دول الجوار -الجزائر وتونس ومصر والنيجر وتشاد- المزمع عقده في الأسبوع الأول من ديسمبر وبحضور كل أطراف التنازع الليبي.

ومن الغني عن القول ان هناك مبادرات عديدة طرحت كان معظمها يحمل في داخله فشله، لأنه ابتدأ رحلته بالانحياز إلى هذه الجهة من دون تلك، فكانت المبادرات عبارة عن صب الزيت على النار، الأمر الذي قاد ليبيا إلى أن تكون ساحة صراع الآخرين على الأرض الليبية.

تأتي الدعوة للأطراف الليبية بحضور ممثلين عن دول الجوار بعد أن وصلت المسألة الليبية إلى حالة تفريخ للقلاقل في المنطقة، والأمر ليس بعيدا عن تحريكات أجنبية لتفصيل الوضع الليبي على الهوى الغربي الرأسمالي، حيث النفط والثروات التي تسيل لعاب الوحوش الغربيين.

عندما يأتي تحرك السودان في الملف الليبي فذلك لأن للسودان علاقات من الشد والرخي طويلة بليبيا الرسمية والشعبية وشهدت سنوات عديدة تداخلات بين البلدين الجارين جعلت من ضرورة التفاهم سبيلا لتجنب مشكلات لن تكون في مصلحة أي منهما.. وعندما يتحرك السودان بمثل ما نرى من فاعلية إنما هو يهدف إلى تأمين الجبهة السودانية الليبية، الأمر الذي ينعكس عليه إيجابا على المستوى الأمني، ثم للسودان علاقات بالتركيب الليبي، كما إن السودان يحظى بقبول لدى عديد الأطراف، حيث لم يكن غائبا عن ليبيا وتركيبها في العقود الفائتة.

المهم هنا الإشارة إلى أن عدم فلاح محاولات استثمار البعض في الوضع الداخلي الليبي وأن تدفق الأموال الخارجية والتوجيهات السياسية لم يحقق أهدافه وظلت القوى المدفوعة بأجندات خارجية محدودة لا قيمة لها رغم أنها تتحرك بدعم سياسي ومعنوي كبير.. وهنا يتجدد المطلب الليبي الشعبي بضرورة انسحاب الأجندات الإقليمية من ليبيا، وانه من غير المقبول أن يحاول البعض تصفية حساباته مع هذا التيار أو تلك الجهة على الأرض الليبية.

بإصرار السودان على إنجاح المؤتمر ستجد في الموقف الجزائري الضامن الكبير لإنجاح المؤتمر، حيث ترفض الجزائر التدخلات في الشأن الليبي، وتقف من كل الأطراف على مسافة واحدة، ثم أن الجزائر معنية بشكل كبير بالاستقرار والأمن في ليبيا، كما أن للجزائر تاريخا طويلا من العمل السياسي للمصالحة وتقريب وجهات النظر كانت فيه ولازالت رائدة بنجاحات حققتها في عديد المرات.

لابد أن ينجح مؤتمر الخرطوم وان يصدر عنه اتفاق الأطراف على طريق للخروج من المأزق مدعومين في ذلك بدول الجوار التي أصبح من المؤكد أنها تعاني جراء فوضى السلاح في ليبيا.. لابد أن ينجح مؤتمر الخرطوم، فليس هناك متسع من وقت ولا متسع من مشاريع، فكل يوم يمر على ليبيا تزداد الحلكة إسودادا ويبقى الأمل كبيرا بنجاح المؤتمر وتحمل دول الجوار مسئولياتها في ذلك.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 54 / 2177563

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2177563 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40