الأربعاء 5 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014

غزة.. سكت البارود ولم يتوقف الموت

الأربعاء 5 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 par صالح عوض

هنا في غزة إدريس- عليه السلام- يعلم تلاميذه علما ارتقى به لينال عند ربه مقاما عليا.. ومن علمه تعلم السيد الخضر- عليه السلام-. وكذلك شأن صاحب سليمان الذي آتاه الله علما من لدنه فجاء ببلقيس قبل أن يرتد إلى سيدنا سليمان طرفه.. هنا غزة آوت إليها جثمان من كان من سلالته محمد- صلى الله عليه وآله وسلم-.. السيد هاشم .. وبالقرب منه ولد السيد الشافعي- عليه رضوان الله-.. فكانت غزة العربية سر فلسطين كلها وبوابتها نحو العزة والكرامة تتصدى عنها للهجمات الاستعمارية من الإسكندر المقدوني وإلى الحملة الفرنسية. ولأنها غزة حملها القدر منذ نكبة فلسطين المسؤولية التاريخية مرة أخرى لتكون هي سيف فلسطين وقوة الاقتدار وصاحبة الهمة.

غزة لا يصمت البارود فيها إلا ليفتح للموت الناعم فرصة إكمال المهمة بحصار ونفاد لأدوات التطبب وأدوية لمعالجة أمراض تتوسع وتتفاقم.. في غزة ثلث القطاع قد تم تدميره بأكثر من قوة أربع قنابل نووية.. وأكثر من 80 ألف أسرة بلا مأوى.. غزة لا يمكن لأحد أن يتخيل ما تواجه.. لقد كان جدار برلين مساحة للشعراء والأدباء من الرافضين للفصل يكتبون أمانيهم، فيما الجزآن يتمتعان بالكهرباء والدواء والغذاء.. أما هنا فجدار حديدي تحت الأرض وجدار إسمنتي فوق الأرض ولم يكن ذلك كافيا بل مجرى مائي على طول الحدود مع العرب وأسلاك مشركة بالألغام أمام فلسطين المغتصبة وبارجات حربية إسرائيلية في البحر تعد الأنفاس عليهم.

الآن في غزة غلاء المعيشة لا يطاق والضنك بلغ شأوا بعيدا.. والناس في ضيق غير مسبوق وضج الناس ففر بعض شباب غزة إلى الموت عبر وساطات ليركبوا البحر يقذف بهم موتى على شطآنه.. يموتون على سواحل المتوسط تأبى أجسادهم مغادرته.. كلام كثير عن الإعمار والمساعدات وفتح المعابر ولا شيء يتغير إلا إلى الأسوإ.. لا أحد ينتظر في غزة إلا الموت المدوي لأنه أكثر رحمة من الموت الناعم.. أصبح صوت المدافع والصواريخ والموت الصارخ أكثر شفقة من حدود لا تبث إلا الكراهية والحقد والموت المأفون.

غزة وخط الرمل وكلمة السر وعلم إدريس والخضر وصاحب سليمان وعلم الشافعي ونسب السيد هاشم.. وكل صفحات الملاحم الفاصلة يحتشد الآن في ضمير غزة ووعيها هل تترجل عن مهمتها؟ هل تفسح المكان للعابثين بمصير الشعب والأمة؟ هل تطوي سجلها وتلقي على غارب الزمن حبالها وتنصرف؟ هل تخون عهود الدم ومواثيق الشرف؟ هنا كان كمال عدوان وأبو يوسف النجار وعبد الفتاح حمود وأبو جهاد وأحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي وفتحي شقاقي والجعبري والرجال من قادة الكفاح الفلسطيني العظيم.. هؤلاء الذين وقعوا وثيقة النصر فمن يجرؤ أن يخون عهدهم وموثقهم.. إنها غزة وإنه قدرها ولا يختار أحد قدره.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 25 / 2165497

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2165497 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010