الخميس 29 تموز (يوليو) 2010

عمّان والقاهرة بدل العقبة وشرم الشيخ

الخميس 29 تموز (يوليو) 2010 par جمال الشواهين

ليس معلوماً على وجه الدقة حقيقة وجود رئيس وزراء كيان العدو «الإسرائيلي» في عمّان، وفيما إذا كان السبب مباحثات من أي نوع أو غير ذلك. وكذلك عدم وصوله إلى مدينة العقبة كما هو معتاد مع رؤساء حكومات العدو، وماهية المقصود تماماً من وجوده في عمّان بعيد لقاءات أجراها رئيس سلطة رام الله محمود عباس فيها. كما أنه ليس معلوماً أيضاً إن كان سيذهب إلى القاهرة هذه المرة بدلاً من شرم الشيخ. رئيس وزراء العدو «الإسرائيلي» نتنياهو هو الذي وقع ووافق على استباحة العاصمة عمّان عندما أرسل مجموعة الاغتيال لقتل خالد مشعل فيها. وهو الذي يعلن دون مواربة وعلى الملأ بأن الأردن جزء من دولة الكيان «الإسرائيلي»، وأنه كَرَمٌ من اليهود أن يتنازلوا عنها لإقامة وطن بديل عليها للشعب الفلسطيني، حيث إن في مبادئه وأفكاره إنكاراً لوجود الشعب الأردني، وأيضاً دولته ونظامه السياسي، وهذا معروف للجميع هنا، ويدركونه حق الإدراك، وهو الأمر الأساسي الذي أفضى في مناسبات عديدة للإعلان عن برود في العلاقات معه ومع حكومته، وأنها في أسوأ حالاتها، وذلك لما يعتبر بأنه فَعَلَ أكثر مما «صنع الحداد» تخريباً وعبثاً، ولم يعد قابلاً للتصويب أو التغيير.

وهو إذ يحط في عمّان بشكل مفاجئ ودون إعلانات مسبقة، كما يحدث مع الزعماء الذين يحظون بالاحترام والتقدير، فإن ذلك بحد ذاته كافٍ للقول إنه مدرك تماماً أنه غير مرحب به على الإطلاق، وأنه لو أتيح للناس التعبير عن رأيهم بتواجده لتم رشقه بكل ما هو فاسد، ونعته بما يستحق من أوصاف، كما أنه مدرك أيضاً أن وجود سفارة وسفير له في عمّان طوال السنوات الماضية، إنما عَمَّق من حقائق الرفض للكيان العدواني، حيث العزلة التامة لهذه السفارة وكل طاقمها، وكأنهم مصابون بالجذام والجرب أو الإيدز، إلى أن بات ليس في مقدورهم القيام بأي أمر، باستثناء التجسس وجمع المعلومات، خصوصاً أنهم يعلمون أنهم غير قادرين على التعريف بأنفسهم، حيث يجري طردهم إذا ما تم ذلك، وهو الأمر الذي يطابق حال السفارة الأخرى في القاهرة وطاقمها، وقد نقلت الأنباء قبل أيام طرد السفير هناك من أحد المطاعم بعد التعرف عليه، وهو نفس الأمر الذي حدث للذي هنا قبل فترة عندما طُرِدَ من مطعم أبو يحيى في جرش.

معلوم للجميع أن وجود نتنياهو في عمّان لن يغير من واقع الرفض المطلق للكيان الصهيوني، وإنما يزيد الأمر، ويعمق من روح الاستعداد للمضي قدماً في عدم التعامل معه. فليس هناك من يقف بحيادية مما تقترفه آلة العدوان «الإسرائيلية» ضد الأهل في فلسطين، ومما يجري ضد المقدسات في القدس واستمرار العدوان عليها ومحاولات تهويدها.

لقد مرت كل السنوات التي تلت وادي عربة دون أن تغير ما في وجدان الشعب الأردني من استعدادات للمقاومة، ورفض للعدوان والاحتلال والإجرام اليهودي. والحال نفسه مستمر رغم الكثير مما هُيِّئَ من أجواء لكسر ما في هذا الوجدان، وهو على حاله ولن يتغير، ولن تنفع معه سياسات نتنياهو وحضوره إلى عمّان، أيًّا كان ما حمله أثناء تواجده فيها.

في الحسابات العامة، هناك أجواء توتر في المنطقة تهيِّئ لها دولة العدو «الإسرائيلي»، وتستهدف الإطاحة بحزب الله وحركة «حماس»، ومن جهة أخرى القضاء على البرنامج الإيراني، وتحويل طهران إلى كابول وبغداد. وأن السعي لتأمين احتياجات لوجستية للتنفيذ يدفع قيادة العدو «الإسرائيلي» للتحرك بالاتجاهات كافة.

غير أن إحداث اختراق في الساحة العربية على هذا المستوى سيظل في أضعف الإمكان، وإذا كان هناك تفاهمات من أي نوع مع الجانب الرسمي العربي، فإن الأمر كله محل رفض مطلق بالمستويات الشعبية، خصوصاً أن سوريا تقع في دائرة الاستهداف الصهيونية إلى جانب إيران.

بطبيعة الحال هناك بعض التفهم للحراك السياسي واللقاءات الدبلوماسية، غير أن مثل هذا الحال ليس كافياً لأحد للاندفاع نحو أكثر مما تفرضه ظروف هذه اللقاءات، وفي مجمل الأحوال فإن كل التطورات الجارية تظل مدخلاً لتحقيق مكاسب على الأرض لاستعادة حقوق، وليس السخرة والعمل بالمجان.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2179006

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

27 من الزوار الآن

2179006 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 25


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40