السبت 11 تشرين الأول (أكتوبر) 2014

أبواب الفرج

السبت 11 تشرين الأول (أكتوبر) 2014 par صالح عوض

لايظنن أحد أن واقع الأمة اليوم هو نهاية المطاف،‮ ‬فلم‮ ‬يكن واقعها في‮ ‬أي‮ ‬مرحلة سبقت هو الخاتمة،‮ ‬إنما تجددت الحياة وتبدلت الأحوال،‮ ‬ألم‮ ‬يكن الاستعمار الفرنسي‮ ‬والبريطاني‮ ‬والايطالي‮ ‬والاسباني‮ ‬في‮ ‬لحظة ما هو القدر الجاثم على صدورنا،‮ ‬ناهبا الثروات،‮ ‬مستعبدا الفقراء من الفلاحين الذين نهب أرضهم والمعذبين من العمال الذين حوّلهم إلى عبيد‮..‬ولم‮ ‬يكن أحد من عقلاء الساسة‮ ‬يومذاك قادرا على أن‮ ‬يتخيل واقع الحرية والاستقلال؟ ولكنها إرادة الله وسننه ونواميسه التي‮ ‬يهتدي‮ ‬إليها الأحرار من القادة الربانيين فيتقدمون‮ ‬يبنون على الأسباب ويراكمون فعلهم الحضاري‮ ‬حتى إذا امتلأ الكأس فاض بما فيه من ثورة كافية لطرد المستعمرين وإزاحة سلطانهم‮.‬

ولنا عبرة في‮ ‬تجارب الشعوب في‮ ‬أمريكا اللاتينية وآسيا وافريقيا،‮ ‬حيث استطاع المهمشون المعذبون فرض إرادتهم الحرة ضد العنصرية والجريمة رغم طول أيام المعركة وشدة حر لهيبها‮.. ‬وها نحن نرى دولا في‮ ‬العالم تخرج أو هي‮ ‬في‮ ‬إطار الخروج من ربقة الهيمنة الامبريالية‮.‬

الصعوبة اليوم ليست في‮ ‬عودة الاستعمار كرة عدوانه على أمتنا،‮ ‬فنحن نعرف تماما كيف نواجهه ونذل‮ ‬غطرسته،‮ ‬إنما في‮ ‬طريقة عدوانه الخبيثة الماكرة‮.. ‬لقد وصلت الجريمة به أن حوّل مخابره ومراكز استشراقه إلى صناعة أفكار دينية وسياسية والقائها من خلال مسؤولي‮ ‬أجهزة أمنه في‮ ‬أوساط الهامشيين والمهشمين من أبنائنا ثم‮ ‬يرعى الحالة ماديا وإعلاميا فيضخمها ثم‮ ‬يعلن الحرب عليها ويجند أصدقاءه في‮ ‬المنطقة ويُشرْعِن خطواته والقصد من كل ذلك السيطرة على حقول الطاقة وتكسير قوانا‮.. ‬

ثم تطور الأمر فأصبح بأشكال مستحدثة،‮ ‬حيث أصبح هو في‮ ‬موقف المتدلل فيما بعض مكونات الأمة تستدعيه لحل الاشكاليات،‮ ‬كمن‮ ‬يستدعي‮ ‬الدب لدخول كرم عنبه‮.. ‬يدخل الاستعمار الغربي‮ ‬الآن على أرضية محاولته حل اشكاليات الديمقراطية وحقوق الانسان في‮ ‬العراق والسودان وليبيا وتونس والصومال وسوريا‮.. ‬اليوم تبدأ الصراعات بين الطوائف والقوميات والجهويات،‮ ‬فتكون التهيئة قد اكتملت ليمد الاستعمار رجله على أرضنا‮.‬

أجل إن الحقبة الحالية حالة خاصة تتميز عن كل الحقبات السابقة في‮ ‬خصائص عديدة أبرزها تغيير العدو الاستعماري‮ ‬الامبريالي‮ ‬أساليبه وقيامه بأكبر عملية تمويه مخترقا بذلك الأعراف والتقاليد الانسانية،‮ ‬مهددا السلم والأمن الدوليين وعينه على تكاليف الحرب التي‮ ‬سيدفعها العرب من خاصة مال شعوبهم‮.. ‬مع ذلك كله فإن الأمل حقيقة واقعة لأنه الرد المنطقي‮ ‬لتولد جيل من الأحرار الشرفاء في‮ ‬الأمة ليأخذوا بيدها من هذا المأزق نحو مجدها‮ ..‬تولانا الله برحمته‮.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 52 / 2178066

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2178066 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40