الجمعة 10 تشرين الأول (أكتوبر) 2014

الحكومة الفلسطينية في‮ ‬غزة

الجمعة 10 تشرين الأول (أكتوبر) 2014 par صالح عوض

إنه الاجتماع الأروع والأبهى والأنقى والأصفى والأجمل والأحلى لحكومة السلطة الوطنية الفلسطينية منذ ما‮ ‬يقارب‮ ‬سبع سنوات عجاف كادت أن تأكل المخزون النضالي‮ ‬والوطني‮ ‬لولا تدارك الله برحمته الشعب الفلسطيني‮ ‬بصمود أهل‮ ‬غزة الأسطوري‮ ‬ومقاومته الباسلة التي‮ ‬هزت الوجدان الصهيوني‮ ‬كما شرخت الوعي‮ ‬الاستراتيجي‮ ‬لدى قادة المؤسسة الصهيونية‮.‬

إن انعقاد اجتماع حكومة التوافق في‮ ‬غزة هو إحد إنجازات الصمود والمقاومة وآثارها في‮ ‬نقل الوعي‮ ‬الفلسطيني‮ ‬إلى درجات أعلى‮. ‬كما أنه نتاج لإحساس القادة الفلسطينيين بأن لا بديل عن الصف الوطني‮ ‬والتكاتف الوطني‮..‬

خطوة كبيرة لجعل الانقسام السياسي‮ ‬الفلسطيني‮ ‬وراء الظهر والسير من ثم إلى إنجازات كبيرة على مستوى الإعمار وفتح المعابر والتحرك نحو تعزيز المؤسسات الفلسطينية بانتخابات للمجلسين التشريعي‮ ‬والوطني‮ ‬والرئاسة واللجنة التنفيذية،‮ ‬الأمر الذي‮ ‬يعني‮ ‬استيعاب الكل الوطني‮ ‬في‮ ‬مؤسسة وطنية واحدة بمرجعية واحدة والقضاء على التشرذم هذا على الصعيد الداخلي‮.. ‬والتحرك على الصعيد الخارجي‮ ‬لانتزاع القرارات الدولية لترسيم الدولة الفلسطينية والذهاب إلى المنظمات الدولية صاحبة الاختصاص لملاحقة مجرمي‮ ‬الحرب الصهاينة على ما اقترفوه في‮ ‬غزة‮.. ‬ومن ثم إيقاف التنسيق الأمني‮ ‬مع العدو الصهيوني‮.‬

إن المتابع لدخول الوزراء إلى‮ ‬غزة اليوم‮ ‬يكتشف كم كان الأمر ضروريا بالنسة إلى الحكومة وبالنسبة إلى أهل‮ ‬غزة‮.. ‬فما كانت الحكومة ستظل حكومة بدون زيارة‮ ‬غزة والمكوث فيها وإيلائها أهمية وأولوية واضحة في‮ ‬الموازنة والمشاريع كما قال الأستاذ المحترم الحمد الله‮: ‬واجبنا إعادة القطاع إلى حياته الطبيعية‮.. ‬كما أنه ما كان‮ ‬ينبغي‮ ‬ترك‮ ‬غزة بلا حكومة ولم‮ ‬يكن‮ ‬ينبغي‮ ‬أن تكون‮ ‬غزة بحكومة أخرى‮ ‬غير الحكومة الشرعية بأي‮ ‬حال من الأحوال‮.. ‬فهاهي‮ ‬غزة الصامدة تمنح بركتها للحكومة وسيسجل التاريخ‮ ‬يوما أن الحمد الله رئيس الوزراء الفلسطيني‮ ‬لم‮ ‬يتأخر في‮ ‬القدوم وأنه‮ ‬يعمل جهده من أجل إعمار‮ ‬غزة وأنه خارج حسبة أولئك الذين‮ ‬يتعيشون على الاختلافات والتنازعات‮.‬

إن دخول الوزراء في‮ ‬اجتماع في‮ ‬غزة‮ ‬يبعث على ثقة الغزيين برفع الأنقاض وتعمير ما دمر وإعادة الكهرباء وفتح المعابر ورفع الحصار‮.. ‬إنها صفارة الانطلاق في‮ ‬الإعمار كما أنها صفارة الحكم في‮ ‬انتهاء الانقسام البغيض‮.‬

الآن‮ ‬يتوحد الفلسطينيون في‮ ‬موقف واحد بحكومة واحدة وببرنامج وطني‮ ‬واحد عليهم مهمات داخلية وأخرى خارجية وهم بمقدار إنجازهم لمهماتهم الداخلية سيكونون مؤهلين لتحقيق إنجازات على مستوى الصراع مع العدو‮.‬

والآن سيصبح كل شيء مهيأ لتقدم الفلسطينيين لاستكمال خطوات برنامجهم الوطني‮ ‬بإقامة دولتهم على أرض الضفة الغربية وقطاع‮ ‬غزة وعاصمتها القدس كأحد أهم المنجزات والتي‮ ‬تتساند مع تثبيت حق العودة،‮ ‬الأمر الذي‮ ‬يعني‮ ‬أن القادم من التحديات سيكون حاسما‮.‬

الوضع العربي‮ ‬الرسمي‮ ‬غير قادر أن‮ ‬يستوعب التطورات الحاصلة في‮ ‬فلسطين‮. ‬تجلى ذلك في‮ ‬التعامل الرديء في‮ ‬مواجهة العدوان الجنوني‮ ‬على‮ ‬غزة وهو الآن‮ ‬يتجلى في‮ ‬انشغال الدول العربية بالموقف الدولي‮ ‬في‮ ‬مواجهة داعش وسواها‮.. ‬إلا أن ذلك لا‮ ‬يستطيع منع الفلسطينيين من التقدم إن أحسنوا إدارة الصراع‮.. ‬تولانا الله برحمته‮.‬



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 60 / 2180942

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2180942 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 4


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40