الالتفات إلى خطاب نتنياهو رئيس حكومة الكيان الصهيوني امام الجمعية العمومية للأمم المتحدة له اكثر من دلالة وهو يعبر بجلاء عن طبيعة هذا الكيان العنصري وعن سلوكه السياسي ومبادئ تحركه.. فهو في جملة واحدة حدد العدو والخطر الذي يهدد العالم انه يكمن في عباس وحماس وايران.. في حين شن هجوما قاسيا ضد مجلس حقوق الانسان العالمي.. وانتقد اولئك الذين صفقوا للرئيس الأمريكي عندما اعلن حربه ضد داعش، فيما لم يقوموا بالفعل نفسه عندما اعلن هو حربا على حماس.
في حديثه عن الرئيس الفلسطيني، رأى نتنياهو انه يغطي على الحقائق عندما يحمل اسرائيل مسئولية ما حصل في غزة ويعزم على الذهاب إلى المنظمات الدولية لملاحقة المجرمين الصهاينة، ويرى في حماس انها من نفس شجرة داعش “السامة”.. اما ايران فهو يرى فيها الخطر الأكبر الذي يهدد العالم، فيما هي تخطو نحو النادي النووي باقتدار وتصريحات قادتها تتوالى حول تفكيك الكيان الصهيوني ودعم المقاتلين في اكثر من مكان.. وقال نتنياهو: “إن دحر تنظيم الدولة الإسلامية وترك إيران على عتبة التحول إلى قوة نووية عسكرية سيكون أقرب لكسب معركة وخسران الحرب كلها”.. وقدم استشهادات عديدة مقتطعة من أقوال المسئولين الإيرانيين حول أهمية نشر الاسلام وإقامة الحكومة الاسلامية في اكثر من مكان في العالم.. أما الدول الكبرى الست فقد نالت نصيبها من هجوم نتنياهو في الأمم المتحدة، حيث وبخها بخصوص سعيها لإبرام اتفاقية مع ايران بخصوص برنامجها النووي.
ان الغطرسة التي ينتهجها نتنياهو هي وسيلة لإرعاب الآخرين عن مجرد التفكير في الدفاع عن حق الفلسطينيين في دولتهم، فهو يعتبر ان حماس حركة ارهابية يجوز له حربها وتدميرها وكأنها ليست جزءا من شعب هو صاحب الحق الأصيل في هذه الأرض فلسطين، هي وشركاؤها في العمل الوطني من يمتلك الحق في استخدام كل الوسائل الملائمة للتصدي للعدوان الصهيوني.
يمارس الإرهاب ضد العالم كله، ضد منظمات حقوق الانسان وضد اعضاء الجمعية العمومية للأمم المتحدة.. ولا يتردد في شن الهجوم على الرئيس الفلسطيني الذي ذكر بالجرائم التي ارتكبت في غزة، وهو بذلك يريد ان يقول ان لدى اسرائيل ان تقتل وتدمر كما شاءت وبدون تردد، وان من يتصدى لها انما هو معاد للسامية.
اما ايران التي نالت نصيب الأسد من خطاب نتنياهو، تكشف حقيقة الخوف الصهيوني الوجودي، وان اسرائيل تراقب اي تطور اقتصادي او تكنولوجي في الأمة فتعتبره خطرا جوهريا ضد وجودها..
بعد هذا، أليس من حقنا القول انه لا بد ان تتوحد أدوات الفعل في الأمة وتمارس سويا قوة ضغطها بتناسق الأدوار المتنوعة لعل الله يأخذ بيدها ويحقق نصره على بيت العنكبوت.. تولانا الله برحمته.