الخميس 11 أيلول (سبتمبر) 2014

المشهد الإسرائيلي بعد (الجرف الصادم)

الخميس 11 أيلول (سبتمبر) 2014 par جواد محمود مصطفى

صمتت“المدافع الإسرائيلية، وعاد الهدوء المسكون بالحذر إلى أهل غزة، ولكن ماذا حل باستحقاقات ما أطلق عليه ب”اتفاق غزة"، وكيف هو المشهد السياسي إسرائيلياً؟.
أسئلة عديدة والإجابة عليها مرهون بما ستسفر عنه مفاوضات القاهرة التي تواصل اتصالاتها مع تل أبيب لتحديد الموعد المناسب لاستئنافها مع الجانب الفلسطيني، غير أن مسؤولين إسرائيليين مقرّبين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رجّحوا أنه لن يرسل وفدا إلى مصر، وأنه يتّجه لاتخاذ خطوات أحادية الجانب، والتملّص من استحقاقات الاتفاق من دون تقديم ما تعتبره إسرائيل “تنازلات” للسلطة الفلسطينية أو لغيرها.
بعد حرب إسرائيل الوحشية على فلسطينيي القطاع،وفي ظل المتغيرات التي صنعتها المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني والتطور الواضح في العقل التقني الفلسطيني، وقدرته على اختراق العقيدة الأمنية في إستراتيجية الهجوم الإسرائيلية “الجرف الصادم”،بدت حكومة نتنياهو اليمينية المتطرّفة في حالة من التخبط والارباك.
وانتهاء المعركة العسكرية، لم يقفل باب الحرب أمام نتنياهو الذي لا يزال عليه مواجهة ثلاث معارك أساسية: معركة داخل حزبه الحاكم “الليكود”، وتراجع مكانته السياسية لدى ناخبيه ومؤيدي حزبه، والأخيرة مواجهة ائتلافه الحكومي ومصير استمرارها، ولن تمر هذه المواجهات بسهولة.
عن هذا الوضع الذي لا يحتمل تحدث روني دانييل مراسل الشؤون العسكرية في القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي معلقاً “يقولون عندنا إن”حماس“خرجت من هذه الجولة من دون أي إنجاز، لكن لديها إنجاز كبير..”.، مشيراً إلى أن “هذه المنظمة صمدت خلال خمسين يوماً من القتال أمام الجيش الأقوى والأكثر تطوراً في الشرق الأوسط من دون أن تخضع”.
ويقول رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان أن اتفاق وقف النار، سيسمح “للإرهابيين” بالتعاظم وإدارة معركة أخرى ضد إسرائيل، في الوقت الذي يناسبهم،مشيرا إلى نجاح المقاومة بفرض نمط الخوف والرعب على المستوطنين ليس الذين في غلاف قطاع غزة فقط،بل وفي عموم فلسطين المحتلة.
المعلق في صحيفة (هآرتس)، حامي شليف، أكد أن حرب إسرائيل على قطاع غزة يعكس التوجه التقليدي للعقلية الإسرائيلية التي تؤمن بشعار: “ما لم يتحقق بالقوة يتحقق بمزيد من القوة”، معتبراً أن العمل بهذا الشعار يفضي في كثير من الأحيان إلى الفشل، لأنه لا يأخذ بعين الاعتبار قدرات الطرف الآخر وإمكانية صموده.
كما أكد الخبير في الشؤون العربية آفي سيخاروف أن الاستخبارات أخطأت في تقدير قوة ونوايا حماس، انطلقت من افتراض مفاده أن حماس “محطمة وستركع على ركبتيها، وفوجئت عندما ثبت العكس”.
وبقناعتي الشخصية فإن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، هدفت إلى تعطيل جهود المصالحة وعرقلة وحدة القيادة، ووحدة الشعب الفلسطيني، ومنع حكومة التوافق من أخذ مكانتها في شطري الوطن، حيث إن مجريات الحرب ونتائجها أثبتت أن إسرائيل فشلت فيما سعت إلى تحقيقه، فالعدوان الهمجي كرّس المصالحة وقرّبت الفلسطينيين من بعضهم البعض، أكثر من أي وقت مضى.
ولتعويض هذه الحالة الإسرائيلية المأزومة والمهزومة، وجهت حكومة نتنياهو العدوان مجددا إلى الضفة الغربية المحتلة عبر اقتحام المدن والقرى واعتقال المزيد من المواطنين،والتغول والتوحش بالقتل،في محاولة لاستعادة الرعب،كما حصل عندما أطلقت دورية لجيش العدو النار على فتيان مقدسيين في حي واد الجوز فأصابت أحدهم فقام الجنود بالدوس على رأسه بأحذيتهم حتى فارق الحياة مستغلين عدم وجود مصوّرين صحفيين لتوثيق هذه الجريمة الشنعاء،إضافة إلى مصادرة وابتلاع أراض مضافة في مناطق الخليل وبيت لحم والقدس لإرضاء أحزاب اليمين، ولحماية حكومته من التداعي والسقوط نتيجة الفشل المذلّ للجيش الإسرائيلي أمام عملية “العصف المأكول”.
يرجح العديد من المراقبين، أن نتنياهو وأمام معمعة تبادل الاتهامات بالتقصير والانفراد باتخاذ القرارات،قد يفقد مستقبله السياسي عندما يبدأ الكنيست دورة انعقاده المقبلة التي ربما يذهب إلى انتخابات مبكرة.
في كل الأحوال، وبعد التدليل على الوضع الداخلي، علينا أن ندلل إلى انعكاسات العملية العسكرية “الجرف الصادم”أو “الصادم”على الاقتصاد الإسرائيلي، فحسب تقديرات أولية فإن تكلفة الحرب لا تقل عن 20 مليار شيكل (حوالي 6 مليارات دولار)، وهناك تقديرات تشير إلى وصول التكلفة مع التعويضات إلى 9 مليارات دولار... وإلى الخميس المقبل.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 27 / 2166027

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع جواد محمود مصطفى   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

28 من الزوار الآن

2166027 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010