الأربعاء 27 آب (أغسطس) 2014

إسرائيل أكثر وأكبر وأخطر من عدو

الأربعاء 27 آب (أغسطس) 2014 par د. فايز رشيد

بعد المفاوضات العقيمة والهدن المتتالية , واصلت إسرائيل قصفها لاهلنا في قطاع غزة . من جديد : تقتل أطفالنا حتى الذين لم يبلغوا عاما واحدا من أعمارهم . تمارس مذابحها كما تشاء ودون رادع دولي. توغل بعيدا في الدم الفلسطيني . تقوم بإبعاد المناضلة الفلسطينية خالدة جرار عضو المجلس التشريعي الفلسطيني من رام الله إلى أريحا .إسرائيل تتفنن في إيجاد الوسائل لتعذيب الفلسطينيين وإبادتهم وقهرهم . لذا , فإن الكيان الصهيوني :هو السبب الرئيس ليس في احتلال أرضنا وقهر حريتنا واغتصابها فحسب, وإنما هو الملاحق لكل تفاصيل حياتنا اليومية وتحويلها من مجراها الطبيعي وبالتالي , فإن إسرائيل ليست عدوا فحسب ...إنها أبعد وأكبر من عدو, إنها فيروس وبكتيريا خطيرة ضارة للوجود الإنساني برمته , وبخاصة للفلسطينيين . مريض السرطان في كل أنحاء الأرض يعاني مرضا طبيا اسمه السرطان , لكن مريض السرطان الفلسطيني يعاني من سرطانين : السرطان الإسرائيلي , وهو الذي يعاني منه كل فلسطيني , والسرطان الآخر الطبي, الذي تعاني من نتائجه كل الإنسانية ومرضاها به بشكل خاص .القاسم المشترك الأعظم بين السرطانيين أيضا : أن كلا منهما لا يمكن البراء منه إلا بالقضاء عليه وتنظيف الجسم منه حتى آخر خلية, لاتها لو بقيت , فسيعود تأثيرها الضار . وعلى ذلك قس !.
في قطاع غزة : شهداء بالعشرات وجرحى بالمئات وردم بيوت في كل يوم , لكن ورغم التضاريس الجغرافية الصعبة قتاليا ( كونها أرض منبسطة لا جبال فيها ولا تلال للاختباء ) فإن المقاوم الفلسطيني يجد الطريقة للرد على الإسرائيلين وإرعابهم وإجبارهم على الرحيل في : “موسم الهجرة إلى الشمال”- مع الاعتذار للروائي الطيب صالح – وهجر الجنوب الفلسطيني إلى مستوطنات الشمال. هذا ما لا نقوله نحن وإنما الصحف وأجهزة الإعلام الإسرائيلية الأخرى .غريب هذا الإصرار الصهيوني على القتل , وهذا التلذذ بطعم الدم , وإذا كان القاضي في مسرحية شكسبير الرائعة “تاجر البندقية” قد وجد طريقة لإنقاذ المدين من الشرط الشايلوكي “أخذ رطل من لحم المدين المسكين” لأنه لم يستطع سداد الدين في موعده ولكن دون إنزال قطرة واحدة من الدم ! فإن كافة أنحاء العالم يقف عاجزا في هذه المرحلة من منع دولة الكيان من اخذ آلاف الأرطال من ضحايا القتل الجماعي الصهيوني للفلسطينيين وإراقة أطنان من دمائهم صباح كل يوم ومن إزهاق أرواح العديدين منهم , بمن فيهم أطفالنا الرضع من ذوي السبع شهور كابن القائد العسكري الفلسطيني محمد ضيف .نعم : لقد ملّ الموت من إزهاق أرواح الفلسطينيين ولم تمل دولة الكيان من التسبب بقتلهم ! هذه هي حقيقة إسرائيل .
المناضلة الفلسطينية خالدة جرار عضو المجلس التشريعي الفلسطيني صلبة في الدفاع عن حقوق شعبها .لا تجامل في ما تعتبره حقا وعادلا ,تعبر عن آراءها بوضوح وبسلاسة وباسلوب جميل, مملوءة بالصدق والانتماء لقضيتها .عانت, كما تزال تعاني من موبقات الاحتلال وفظائعه . تعاني أيضا من ظلم ذوي القربى , الذين امتنعوا عن دعوتها منذ مدة طويلة لاجتماعات القيادة الفلسطينية وهي الاجتماعات المشتركة لرئيس السلطة مع أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة وممثلي الفصائل,ذلك بالرغم من تمثيلها الرسمي لتنظيمها في هذه الاجتماعات . كل ذلك بالرغم من التشدق الرسمي للقيادة الرسمية الفلسطينية صباح مساء بشعار “الوحدة الوطنية الفلسطينية” واهمية تحقيقه !. وبالرغم من حراجة المرحلة التي تمر بها ثورتنا جرّاء العدوان الفاشي الصهيوني على القطاع .لذلك يمكن القول انه وبموجب قرار فاشي صهيوني بإبعاد المناضلة من رام الله إلى مدينة أريحا , أي من منطقة تابعة ( كما هو مفترض ) للسلطة إلى أخرى تابعة لها, يشكل محاولة واضحة لإسكات صوتها ودفاعاتها الصلبة عن قضية شعبها وحقوقه الوطنية ويشكل تقاطعا بين الاحتلال وجهات محلية أخرى .كما يبرز سؤالا جوهريا : عن أهمية وجود هذه السلطة, وعدم تمكنها من التقرير في مصائر ابنائها في مناطقها ! ما دام الاحتلال هو المتحكم في مصائرهم ! ؟
خالدة جرار لا تحمل سلاحا . مناضلة سياسية , تتخذ أيضا من بين مهامها السياسية( كونها عضوا في المجلس التشريعي , ومحامية خريجة قانون) : الجوانب الحقوقية والنشاط في إطارالمنظات الحقوقية الفلسطينية والدولية في الدفاع عن حقوق أبناء شعبها , والوقوف في وجه الاحتلال المجرم الذي تفوق على النازية بفظائعه ومذابحه وموبقاته . يسجل للمناضلة خالدة جرار : شجاعتها الفائقة , إن في رفض التوقيع عل القرار , أوفي وقوفها الصلب في وجه الفاشيين الصهاينة , الذين اقتحموا بيتها وزوجها وعائلتها( فهي أم وزوجة أيضا ) بطريقة همجية ,بعيدة عن أدنى حدود الحضارة التي تتشدق بها دولتهم .كما يسجل للمناضلة رفضها تنفيذ القرار.المطلوب : إضافة إلى الجهود التي تهدف إلى تاييدها سواء في رام الله وغيرها من المدن الفلسطينية من قبل الفصائل الفلسطينية وقبل كل شيىء من شعبنا في كل أماكن تواجده , ومن قبل المجلس التشريعي والمنظمات الحقوقية الفلسطينية والدولية, وفي العالم العربي,فإن من الضرورة مضاعفة هذه الجهود عربيا وإقليميا ودوليا لتأييد قضيتها العادلة.
يبقى القول : أن دولة الكيان تجاوزت البربرية والنازية والفاشية في جرائمها ومذابحها ... فاقت كل الطغاة والجلادين . نعم إنها أكبر وأكثر وأبعد وأخطر من عدو لشعبنا ولإمتنا العربية .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 58 / 2180741

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع فايز رشيد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2180741 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40