الثلاثاء 19 آب (أغسطس) 2014

فلسطين تحتاج إلى 20 أوت آخر

الثلاثاء 19 آب (أغسطس) 2014 par محمد سليم قلالة

غزة هي الأوراس بالنسبة إلى الثورة الجزائرية، حاول الجيش الاستعماري الفرنسي توجيه كل قواه للقضاء على الثورة التي اشتعلت في كل المناطق الجزائرية وازداد لهيبها في جبال الأوراس ظنا منه أن إخماد النار في المركز سيطفئها إلى الأبد في كل الجزائر. ولم تترك وسيلة إلا اعتمدت من قبل العسكريين الفرنسيين، الحصار، القتل، التشريد، الحرق، بنفس منهجية تعامل الكيان الإسرائيلي مع فلسطين اليوم..

ماذا فعلت العبقرية الثورية الجزائرية، خطط الشهيد زيغود يوسف ولمدة ثلاثة أشهر كاملة لتنفيذ هجمات مركزة على الشمال القسنطيني، يربك بها العدو ويجعله يلتفت قليلا خلفه ليرى النار مشتعلة في كل مكان.

وهو ما حدث بالفعل، تمكنت هجمات 20 أوت 1955 من تحقيق أهدافها. وبدل أن ينفرد الجيش الفرنسي بمنطقة الأوراس أصبحت أمامه أكثر من جبهة مشتعلة. وكان من البديهي أن تستثمر الثورة الجزائرية هذا الوضع الجديد لتنظم صفوفها أكثر وتضبط معالم استراتيجيتها لأجل تحقيق النصر على ساحة المعركة. وهكذا كان لها، فانعقد مؤتمر الصومام بعد هذه الهجمات والكل يعلم كيف كانت الثورة قبله وكيف أصبحت بعده... إلى أن انهزم العدو وتحقق الاستقلال.

هناك أكثر من وجه شبه اليوم بين الأوراس وغزة وفلسطين. وهناك أكثر من داع يدعو الفلسطينيين إلى ضرورة إطلاق هجمات 20 أوت أخرى في الشمال الإسرائيلي لفك الحصار أكثر عن غزة، وإن لم يكن في الشمال الإسرائيلي ففي الضفة الغربية التي عليها أن تواكب المعركة بكل الوسائل التي تملك.

إذا حدث هذا فإن عبء الثورة الفلسطينية سيتوزع على الجميع، والثمن الذي سيدفعه الكيان الإسرائيلي سيكون أكبر، بل وستتحقق النتائج التي ينتظرها أوراس فلسطين منذ سنوات عدة. أن يلتئم شمل الإخوة الفلسطينيين في مؤتمر جامع كمؤتمر الصومام يعيد تنظيم الثورة الفلسطينية وينطلق هذه المرة بأهداف جديدة غير فك الحصار وإنشاء الموانئ، إنما تحرير كل الأرض الفلسطينية المغتصبة، وهذا ليس ببعيد.

لقد قيل للشعب الجزائري ذات يوم إن استعمارا استيطانيا دام أكثر من قرن وربع قرن لن يزول، فإذا بعساكره تفر مهزومة مدحورة بفضل تضحيات مليون ونصف مليون من الشهداء. هي بحق تضحيات جسيمة مقارنة بشعب لا يزيد تعداده عن 09 ملايين في تلك الفترة. ولكنها تضحيات ينبغي أن يتذكرها الشعب الفلسطيني وهو يقاوم بكل الوسائل اليوم، ويعلم أنه إذا كان هناك 20 أوت في الجزائر فسيكون 20 أوت آخر في فلسطين إن عاجلا أم آجلا، وتلك مساحة الأمل.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2165964

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165964 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010