الأحد 17 آب (أغسطس) 2014

لا تقسموا الفلسطينيين يا...

الأحد 17 آب (أغسطس) 2014 par صالح عوض

فلسطين هي كل أرضها وتاريخها وإرث النبوة فيها، وفلسطين هي كل شعبها أينما كان، وفلسطين هي كل المجاهدين والمناضلين من أي المشارب جاؤوا.. هي فلسطين بلد السلام والإنسان أرادها الله أن تكون أرض الرباط إلى يوم الدين، ومن هنا يصبح الحرص على تجانسها وتكاملها وتوحد تنوعها دربا من العبادة.

ولكن يصاب بعض المتحمسين لهذا التيار أو ذاك، لهذا اللون الإيديولوجي أو ذاك، بتيبس حدقة العين فلا يروا إلا ما له هوى في قلوبهم.. فيأخذهم الحماس إلى الانحياز وعدم رؤية الآخرين وأدوارهم في معركة الجميع معني بها.

عشرات الأمثلة عن نمطية تعامل النظام العربي والأحزاب العربية مع الفلسطينيين تفريقا ومطاردة لمن لا يتفق معهم في الرؤية والسياسة، هكذا كان شأن القوميين واليساريين، ويبدو أن هذا من جهة ما ولو بشكل محدود شأن بعض الإسلاميين.. وكما قال القائد الفلسطيني المرحوم شفيق الحوت: “إنهم يحبون فلسطين ويقتلون الفلسطينيين” .

وقبل الاستطراد.. نورد قصة حصلت إبان العدوان الإسرائيلي على غزة، أخيرا يرويها أحد صحفيي حركة حماس، الأستاذ تامر العامل في قناة القدس الفضائية:

يروي أحد مجاهدي القسام بمنطقة الزنة في خانيونس، أنه خلال أحد الالتحامات مع العد، ومن مسافة صفر، وقعت مجموعتي المكونة من أربعة مجاهدين في كمين محكم من قبل قوات العدو، حوصرنا بين الركام.

كانت المسافة بيننا وبين نفق الهروب حوالي 50 مترا، لكننا لم نكن نستطيع التحرك كي لا تصطادنا قناصات العدو.

بينما نحن منهمكون في الدعاء لله عزوجل، شاهدنا شخصا يطل من منزل قريب والدماء تنزف من معظم أنحاء جسده، أشار إلينا بيديه بإشارة فهمنا منها أنه سيعمل على تغطيتنا كي يتسنى لنا النجاة من هذا الكمين.

بعد أقل من دقيقة أرسل لنا إشارة ثانية للاستعداد للانسحاب، ثوان وخرج ذلك الرجل من بين الركام، يرتدي سترة سوداء عليها شعار “كتائب ـ شهداء ـ الأقصى”، وبيد مقطوعة ـ يبدو أنها قطعت بقذيفة مدفعية ـ.

وبدأ بإطلاق النار والتقدم باتجاه القوة الصهيونية المحاصرة لنا، انهمك مقاتلو العدو بالتصدي لذلك البطل، بينما تمكنا نحن من الانسحاب ومشاهدته يقتل جنديين قبل أن يرتقي شهيدا.

هل هناك أبلغ من هذا للرد على الذين لم يستطيعوا رؤية فلسطين بكل جلالها وبهائها وبكل أبنائها ومجاهديها؟ هل هناك ما هو أبلغ من هذا..؟ إنه المشهد الوحيد المنتظر من المجاهدين الفلسطينيين في ميدان المعركة.

وبمستوى الجهاد في فلسطين وروح المجاهدين الفلسطينين ينبغي أن ترتفع همة كل الشرفاء المحبين لفلسطين والعشاق لها، لأن العمل في ميدان فلسطين ينبغي أن لا يسجن في زقاق هنا أو هناك أو حزب ما.. فلسطين أكبر وأعظم غير قابلة للقسمة شعبا وأرضا.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 37 / 2165259

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165259 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010