الأحد 10 آب (أغسطس) 2014

يموتون شهداء ونموت جبناء!!

الأحد 10 آب (أغسطس) 2014 par حفيظ دراجي

يعتقد الكثير من العرب والمسلمين بأن الفلسطينيين في محنة وبحاجة إلى مساعدتنا ودعمنا وتعاطفنا، وبحاجة إلى بيانات الشجب والتنديد وملايين الدولارات التي نتصدق بها عليهم لإعادة إعمار ما يدمره الكيان الصهيوني كل مرة. ويعتقد الكثير منا بأن إخواننا هم أكثر شعوب الأرض معاناة وتعرضا للقهر، ولكن الحقيقة أننا نحن المساكين ونحن الضعفاء والجبناء الذين نتألم كل يوم من الجبن الذي يلازمنا ومن قهر حكامنا وظلمهم ومن الجهل والتخلف والهوان والموت البطيء، ونحن الذين نحتاج إلى التعلم من شجاعة الفلسطينيين ورجولتهم وبطولاتهم التي يظهرونها كل يوم في مواجهة العنف الإسرائيلي والجبن العربي..

الفلسطينيون في الأراضي المحتلة يعيشون شرفاء ويموتون أبطالا ومن يموت دفاعا عن وطنه وشرفه لا يحتاج إلى تعاطف بقية العرب والمسلمين الذين يتاجرون من زمان بالقضية الفلسطينية خوفا من إسرائيل وطمعا في رضا أمريكا واللوبي الصهيوني.. لذلك فهم في أمس الحاجة إلى المساعدة لتجاوز جبنهم وتخاذلهم، وبحاجة إلى أن يتعلموا من الفلسطينيين معاني الشرف والعزة والكرامة..

الفلسطينيون يموتون شهداء بالعشرات يوميا لكننا نموت جبناء كل يوم عشرات المرات من شدة الذل والهوان والخوف على حياتنا التي لم يعد لها معنى مادامت تموت جوعا وعطشا، وتموت من شدة البرد أو الحر، والقهر أو الظلم الذي نمارسه على بعضنا البعض، وتموت من شدة الحقد والكراهية التي تسود بين الأفراد والجماعات، وبين الدول والحكومات العربية في حد ذاتها..

الفلسطينيون أقوياء بصبرهم وثباتهم وشجاعتهم وبقية العرب هم الضعفاء بجبنهم وتخاذلهم وتواطئهم، والعرب هم الأموات وليس الفلسطينيون، وهم الذين سيعاقبهم التاريخ في وقت يصنع الفلسطينيون التاريخ بصمودهم في وجه عنف إسرائيل وصمتنا، كما أن الجنة عرضها السموات والأرض وتسع كل الشهداء الشرفاء والأبطال ولكن مزبلة التاريخ ستكون جهنم الدنيا التي لا تسع الأعداد المتزايدة من الخونة الذين يتآمرون على أبناء شعبنا الفلسطيني، والجبناء الذين يكتفون بالشجب والتنديد وهم يشاهدون الأطفال والنساء يقتلون كل يوم!!

الحرب الأخيرة على غزة كشفت عن شجاعة وجرأة عربية من نوع آخر من حكام وإعلاميين لم يترددوا في دعم العدوان الإسرائيلي في تحد جديد لشعوبهم والرأي العام بحجة محاربة الإرهاب والجماعات الإسلامية المتطرفة حتى إن إسرائيل كانت رحيمة في وصفها لأبطال المقاومة الفلسطينية “بالمخربين” في حين وصفتهم بعض الأبواق العربية بالإرهابيين والقتلى وليس المقاومين والشهداء في سيناريو هو الأسوأ من نوعه في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي!!

بالله عليكم ألسنا بحاجة إلى تعاطف ومساندة ومساعدة من إخواننا الفلسطينيين لنتعلم منهم معاني الرجولة والبطولة؟ ومن هو بأمس الحاجة إلى الشفقة، هل الجبناء أم الشهداء؟ ومن فينا الميت من الحي الذي يحتاج إلى العطف والشفقة والتضامن؟ وهل تكفي إعادة الأعمار والتبرع بالغذاء والدواء لكي نعبر عن مساندتنا لأبناء شعبنا؟ وهل هم فعلا بحاجة إلينا أصلا؟ وهل ندرك بأننا كنا السبب في تعقيد القضية الفلسطينية واستمرار الاحتلال والعدوان الإسرائيلي؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2165821

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165821 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010