الأحد 25 تموز (يوليو) 2010

هل كانت حركة «فتح» مغامرة كبرى؟ (3/3)

الأحد 25 تموز (يوليو) 2010 par حسن خليل

وحتى لا نتوه في دهاليز ثورتنا الفلسطينية نحاول أن ننهي الحديث عن الإجابة على السؤال : هل كانت حركة «فتح» مغامرة كبرى؟ من خلال المرور سريعاً على النقاط التالية :

أولاً : عندما انطلقت حركة «فتح» كطليعة للثورة الفلسطينية.. ألم يكن لها هيكل للبناء الثوري الذي شكل لها دستورها بما فيه من مبادئ وأهداف؟ ألم يكن الكفاح المسلح هو الوسيلة الرئيسة والأهم لتحرير فلسطين التي احتلها الصهاينة عام 1948؟ ألم يلتف الشعب الفلسطيني في كلّ تجمعاته داخل الوطن وعلى أرصفة المنافي حولها عشقاً لها وتقديراً لأهدافها وأسلوبها الذي تعطشت طويلاً له بعد مرور أكثر من سبعة عشر عاماً من الجري وراء الشعارات التي كانت تنطلق من كل العواصم العربية خاصة تلك التي شهدت انقلابات عسكرية كان تحرير فلسطين هو المادة الدسمة لبيانها الأول؟

نعم، لقد حظيت حركة «فتح» بحب الجماهير؛ لأنها أول من مارس الكفاح المسلح ضد الغاصبين المحتلين للوطن المقدس فلسطين.

ثانياً : ألم يكن السيد محمود عباس (أبو مازن) مدير شؤون الموظفين في وزارة المعارف القطرية أحد المؤسسين لحركة «فتح» من خلال مجموعة قطر : محمد يوسف النجار، وكمال عدوان، وعبد الفتاح حمود، ورفيق النتشة.. إلخ؟
ألا يعني هذا أنه كان مؤمناً بمبادئها وهيكلها الثوري وأسلوبها النضالي؟ ألم يكن منذ عام 1967 عضواً متفرغاً في لجنتها المركزية التي تكونت من تسعة أعضاء، وبقي كذلك إلى يومنا هذا؟ ومن المهام التي أوكلت إليه المفوض المالي، ثم مفوض التعبئة والتنظيم، حيث كان يزود تنظيم «فتح» في كل أنحاء العالم برؤية الحركة لكل الأحداث العربية والعالمية والمواقف الفلسطينية وبما يجب على التنظيم أن يقوم بعمله؟

ثالثاً : وعندما تسربت إلى تفكيره إمكانية التحاور مع التيار التقدمي العلماني في «إسرائيل» وما يرجى من ذلك من فوائد.. لماذا بقي جالساً في موقعه كعضو في مركزية «فتح»؟

وعندما آمن بالكفاح الشعبي السلبي كطريق وحيد لتحرير الوطن السليب، بل والاكتفاء بجزء بسيط (22%) من الوطن.. لماذا بقي متمترساً في موقع القيادي الكبير في حركة تؤمن بتحرير كل الوطن من خلال الكفاح المسلح باعتباره الأسلوب الأهم والأفضل؟!

وعندما وصل الأمر بأبي مازن إلى أن يأمر بقتل كل من يحاول إطلاق الرصاص على العدو، فإن هذا يمكن فهمه لو كانت هناك هدنة بيننا وبين هذا العدو.. لكن عدونا يدوس يومياً على كل بنود الاتفاق الذي أبرمه معه أبو مازن نفسه.. إنه يدمر بيوت أبناء شعبنا، ويلتهم أرضنا من خلال جدار الفصل العنصري الذي أقامه فوقها، وهو يقيم آلاف الوحدات السكنية لمهاجرين محتملين من اليهود، وهو يشق الطرقات المسماة بالالتفافية، ويقطع الطرق الموصلة بين مدننا وقرانا ومزارعنا وجامعاتنا، ويلاحق مناضلينا الذين يسميهم بالمطاردين رغم إعطائهم الأمان حسب اتفاقنا معه، ويقتلهم وهم بين أهليهم جالسين آمنين.. بينما نحن حسب أوامر من آلت إليه قيادة شعبنا نبيح قتل من يحمل السلاح من أهلنا أو نزج بهم في غياهب السجون؛ ليلقوا أبشع أنواع العذاب..

من كان عضواً مؤسساً في حركة «فتح» وفي أعلى مستوى قيادي لها فعليه أن يؤمن حتى النخاع بكل المبادئ التي قامت عليها.. وإذا كان قد اقتنع بعدم جدوى تلك المبادئ والأهداف فعليه أن يتنحى ويترك موقعه القيادي لشخص آخر يؤمن بتلك الثورة وأهدافها.. هذا مبدأ عام يؤمن به كل العقلاء..

رابعاً : هل حققنا هدفا من أهداف ثورتنا؟ فلماذا نقوم بنزع سلاح ثوارنا؟ وهل بقي السيد محمود عباس عضواً قيادياً في حركة «فتح» حتى يومنا هذا، بل وأصبح يحمل لقب قائد ورئيس فلسطين وهو لم يعد يؤمن بكل أهدافها، ولم يعد يستحق أن يسمى قائد «فتح».. فلماذا.. لماذا لا يختار له لقباً يتناسب مع أفكاره الجديدة، وأسلوبه الجديد؟ نحن في الثورة الفلسطينية لم يفرض أي فصيل منا فكره وأسلوبه على الآخرين، فلماذا يريد أبو مازن أن يفرض فكره الجديد وأسلوبه الجديد على كل شعبنا؟

ألا يكون هذا مدعاة للكثيرين أن يقولوا إن حركة «فتح» ضحكت على شعبنا من خلال تبنيها لمبادئ وشعارات وأهداف هي تعرف أنه يقدسها، حتى إذا بلغت ما تصبو إليه من أهداف خفية كشرت عن أنيابها وقالت كفى لتكون لها الزعامة والرئاسة والغنى والوجاهة؟!

فماذا وبماذا ندافع وندرأ الشبهات عن حركتنا حين نسمع أو نقرأ مقولة : لقد كانت «فتح» خدعة كبرى أو أكذوبة كبرى؟ ألا يحق للكثيرين من أبناء «فتح» أن يرددوا :

إن ما حدث لثورتنا إنما هو ردة على الثورة.. فماذا يمكن لأحباب الثورة أن يفعلوا إزاء ما فعله المرتدون؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2165543

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2165543 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010