الأحد 10 آب (أغسطس) 2014

العقيدة العسكرية الاسرائيلية تتكسر على صخرة غزة..

الأحد 10 آب (أغسطس) 2014 par صالح عوض

حيا الله المقاومة التي زودتنا بمفردات جديدة وروح جديدة..حيا الله المقاومة التي انقذتنا من اليأس وحيا الله رجالها البواسل الذين شقوا طريقا للامة كله عزة وكرامة وفتحوا مناخا يصلح لميلاد الافكار وانكشاف الرؤى ووقد تبخر الوهم ورحل الجهل الى غير رجعة..

لقد حاول العدو تكريس افكاره في الواقع واصبح لدى كثير من المحللين وصناع القرار حالة من التسليم للمنطق الصهيوني وللخطوط الخمر التي يخطها العدو على الارض وفي الفكر سواء..ومن هذه الافكار والمسلمات العقيدة العسكرية الاسرائيلية القائمة على ثلاثة عناصر: 1- المعركة والاشتباك على ارض العدو..2- الضربة الخاطفة السريعة الفعالة..3- الارض المحروقة ..ومع هذه العقيدة سارت المؤسسة العسكرية الاسرائيلية الى اتجاه في الحرب يفهم ولايقال وهو “كي” الفعل العربي و“كي” الوعي الى درجة ان يصبح محرما ان تقوم الجيوش العربية بالاقتراب من ضرب العمق الصهيوني او ان ترد مباشرة على الاعتداء الصهيوني واستطاعت المؤسسة العسكرية الامنية الصهيونية جر المنطق العربي الى مقولة : الاحتفاظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين..هكذا قالت سوريا وحزب الله وسواهما..وان استطاع حزب الله اللبناني ضرب العمق الصهيوني الا انه لم يستطع احداث تغييرات عميقة على العقيدة العسكرية الصهيونية.

جاءت المقاومة الفلسطينية خلال شهر رمضان الكريم لتقدم نقة نوعية في الاداء وتضع العقيدة العسكرية الصهيونية على المحك وتظهر فراغها وتضليلها..واستطاعت المقاومة الفلسطينية ان تضيغ عقيدة عسكرية جديدة وتثبتها على الارض وترغم العدو على التعامل معها على اعتبار انها ناسفة للعقيدة الصهيونية وترتكز عقيدة المقاومة الفلسطينة على عناصر ثلاث مضادة :1- جعل ميدان العدو الامني والاستراتيجي ساحة قتال.. حرب طويلة النفس بصبر ولياقة واستنزاف..3- جعل الارض“المحروقة” مصيدة لجيش العدو والاستفادة من العوامل الطبيعي والناشئة لاستدراج العدة وايقاعه في الكمائن والمصائد..وبناء على هذه العقيدة تجلى في اداء المقاومة عناصر مهمة في اتجاه ارباك جيش العدو واحداث الاضطراب المطلوب لدى قياداته..ومن هذه العناصر لحدلث توازن الرعب والسن بالسن والعين بالعين..فمطار مقابل مطار وميناء مقابل ميناء وترحيل الغلاف الاستيطاني كله من حول قطاع غزة مقابل ترحيل الجزء الشرقيى من اهل فطاع غزة.

اجل من خلال ملحمة بطولية تمكن الفلسطينيون من نقل الصراع الى نهج اخر وبكيفيات جديدة فبالاضافة الى صراع العقائد العسكرية والامنية وما انتهى اليه من الانتصار العظيم للعقيدة العسكرية الفلسطينية يمكن تسجيل نقاط سياسية غاية في الاهمية..فلقد جاءت هذه المقاومة الفلسطينية في ظروف معقدة ومستحيلة فبعد خناق الحصار الرهيب وبعد انشغال الوطن العربي والعالم الاسلامي بفتنه ومعاركه الداخلية وبعد ان ظن الصهاينة انهم اوصلوا الوضع الفلسطيني الى الاحباط السياسي والعجز وعدم القدرة على المبادرة وظن الصهاينة انهم قادرون على “معاقبة” الفلسطينيين لمجرد ذهابهم الى الامم المتحدة حيث لم يكن معمولا لدى الصهاينة الا المماطلة والتسويف لغرض التسويف فقط..

انطلقت المقاومة الفلسطينية بكل الفصائل الفلسطينية وعلى راسها حماس وفتح والجهاد والوية الناصر والجبهة الشعبية والديمقراطية في انبعاثها الجديد بعد رحلة طويلة من العمل السياسي واستنفاذ كل الوسائل الدبلوماسية عل حكومات اسرائيل تقتنع بانه لابد من حل سياسي رغم اجحافه بحق الفلسطينيين..ولكن رغم ذلك ينبغي عدم اعتبار ماقامت به المقاومة ردة فعل انما هو عمل منهجي مؤسس على العلم والاستفادة من تجارب العممل الفلسطيني السابق بل ومن تجارب المقاومة لاسيما مقاومة حزب الله حيث اعلن القادة العسكريون الاسرائيليون ان ما ماجههم في حرب غزة لم يكن ليشبه ما واجهوه في جنوب لبنان.

ان ماقامت به المقاومة انما هو ارساء معالم مرحلة جديدة على طريق المواجهة مع الكيان الصهيوني..زبالملاجظة الى السنوات الفائتة فيمكن تسجيل ان هناك تطورا حقيقيا وعميقا في اداء المقاومة وفي خططها وارادتها ووعيها باساليبها وبطبيعة المعركة وبالضروري من ادوات حاسمة.

من هنا نسنطيع التأكيد بان المقاومة الفلسطينية المعاصرة ستنقل الوضع الفلسطيني كله نقلة واضحة بعيدة وليس مهما في هذا المجال ان نذكر بمطالبها لانها في حقيقة الامر مطالب سهلة انسانية .. طبعا هنا نريد ان نؤكد ان كل مطالب الفلسطينيين انسانية في جوهرها فالعودة حق انساني و المعاناة والالم والغربة عن الوطن تستحق التعويض وان يفرج عن المعتقلين فهو حق انساني وبناء كيان وتقرير المصير هو حق انساني تؤيده كل الشرائع والقوانين..المهم هنا نريد الاشارة ان القاومة انتصرت حتى لو لم تذهب تفاوض ولم تطالب باي حق مما اكدت عليه..المقاومة انتصرت والروح المعنوية الاسرائلية انهارت..

نحن ازاء تاريخ بدأ رحلته ضد التيار ..ونحن ازاء متواليات من المواجهات والانتصارات وكما قيل فان العدو لن يسقط بالضربة القاضية بل من تراكم تسجيل النقاط عبر سلسلة من محاولات المقاومة من حين لاخر وبعد ان يقتنع العدو ان لافرصة له للوقوف امام حركة التاريخ..وسيكون للفعل السياسي الفلسطيني دور اساس في الارتقاء بالعمل من اجل هذه القضية المقدسة.

تحقق شرط اساس من شروط الانتصار وهو الوحدة الميدانية بين كل فصائل المقاومة كما تحقق شرط اخر وهو الاعداد بكل المستطاع للمواجهة وستنضج شروط الانتصار واحدا تلو الاخر حتى تستكمل حلقات الانتصار شروطها ويأذن ربك حينذاك بالنصر او امر من عنده..تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 23 / 2177863

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2177863 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40