الأحد 3 آب (أغسطس) 2014

قتل الأمل الفلسطيني

الأحد 3 آب (أغسطس) 2014 par هاشم عبد العزيز

قدمت طائرات “السلام الأمريكية” وقذائف “الرحمة الإسرائيلية” لأطفال غزة “هدية” دموية ستبقى عبر التاريخ شاهداً على جرائم الصهيونية ضد الإنسانية . حينما بدأ تساقط أعداد أطفال غزة في مجزرة قاذفات الطائرات التي انهالت على الأحياء السكنية بحمم جهنمية، لم يكونوا في انتباه من يتابعون المذبحة، فقد كان الأطفال الضحايا يضافون إلى أعداد الضحايا للحرب العمياء والعمليات الحربية العشوائية التي جرت بموجات متواصلة ومتسارعة ومتوسعة على غزة بأحيائها وقراها من قبل قاذفة الموت الجوية والبحرية والبرية .
إن زهق أرواح الأطفال وزيادة أعدادهم على ذلك النحو البربري والوحشي الذي حول أجساد الضحايا إلى أشلاء وعيون جامدة شاخصة لا من هول ما حدث وحسب بل وفي وجه الضمير الدولي والإنساني الذي لم يستيقظ بعد أمام هذه اللعنة الصهيونية، أكد على حقيقة أن للحرب الصهيونية غير أهداف الانتقام لمن تدعي قتلهم في الضفة من قبل “حماس”، مع أن “حماس” نفت ولم يكن ذلك من أي جهة فلسطينية ما يوحي أن الأمر دبر “إسرائيلياً” ليكون ذريعة، ولا هذه الحرب مفتوحة على ما تعلنه “إسرائيل” تدمير الأنفاق وتطهير غزة من السلاح أيضاً، بل إن حرب الإبادة التصفوية العنصرية الصهيونية موجهة نحو المستقبل الفلسطيني شعباً وقضية، من هنا يكون استهداف الأطفال أولوية . والدال على هذه الجريمة:
أولاً: الأعداد الكبيرة من الأطفال الذين استشهدوا واللافت أنه مع ذكر أعداد هؤلاء الضحايا كانت آلية الموت والدمار الصهيونية تلجأ إلى عمليات لا لتجنب سقوط ضحايا أبرياء بل لزيادة أعدادهم وبات عدد الأطفال الضحايا ليس كبيراً فقط بل قضية لن تموت وتجاهلها لا يغير من هذه الحقيقة .
ثانياً: إن تدمير المنازل على رؤوس ساكنيها يعني القضاء على من ليس أمامهم خيار أو مجال الخلاص من الموت وفي المنازل يكون العجزة والنساء والأطفال بدرجة أساسية .
ثالثاً: لم يكن استهداف المدارس التي لجأت إليها الأسر غير أن يلاحق الموت الجهنمي أفرادها من قبل آلة الدمار الصهيونية وكان الأطفال أول ضحايا هذه الجرائم الوحشية والجرائم ضد الإنسانية .
رابعاً: من الأدلة القاطعة على أن أطفال غزة كانوا هدفاً للحرب الصهيونية قتل البوارج البحرية الصهيونية أربعة أطفال بقذيفة مدفعية أطلقت عليهم في الساحل وهم يلعبون كرة القدم، هم لم يقتلوا بشظايا قذيفة أطلقت على هدف قريب منهم بل كانوا الهدف بذاته، والهدف نفسه تكرر بأكثر بشاعة ووحشية أول أيام عيد الفطر المبارك في أحد ملاعب أطفال مخيم الشاطئ بقذيفة صاروخية تختطف عشرة أطفال من على مراجيح الألعاب زاهقة أرواحهم وممزقة أجسادهم لتسجل واحدة من أفظع الجرائم الوحشية .
خامساً: اللافت أن هذه الجرائم الزاهقة لأرواح الأطفال البريئة لا تؤدى من قبل منفذيها بقناعة وحسب بل هي تعبر عن نزعة فاشية وعنصرية داخل المجتمع “الإسرائيلي”، وهذا ما تعبر عنه موجة التهكمات الشائعة الآن في الشارع “الإسرائيلي” والتي يتبادلها الفاشيون الجدد على سبيل الاستهزاء والنكتة من أن في غزة لم يعد هناك تعليم لأنه لم يعد هناك أطفال .
بالطبع، الصهاينة قادرون على القتل وارتكاب المجازر، لكن ليس كل شيء سيبقى ملك رغباتهم طالما بقيت فلسطين حبلى وتلد كل يوم من يجذر ويجدد مسيرة شعبها لاستعادة حقوقه .
وإذا ما أضفنا إلى هذا وجهاً آخر من السياسة الصهيونية تجاه الطفولة الفلسطينية والممتلئة بالاعتقالات - حيث آلاف الأطفال الفلسطينيين في سجون الاحتلال جرى أخذهم من أيدي آبائهم ونزعوا من أحضان أمهاتهم تمارس في حقهم صنوف شتى من الإرهاب النفسي والتنكيل الجسدي، كما لو أنهم من عتاة المجرمين، بينما المجرمون في الواقع هم من يرتكبون الفظائع ضد الطفولة الفلسطينية بواجهات أمنية وعسكرية وحتى قضائية حين يحال الأطفال للمحاكم العسكرية - فإننا نصير أمام قضية إذا ما تصدى لها الرأي العام الفلسطيني والعربي بوسائطه الإعلامية المتعددة وبفعالياته الناشطة لن يكون قام بواجبه ومسؤولياته وحسب بل إن الطريق للانتصار الفلسطيني والعربي التاريخي الإنساني يمر من قضية فضح الجرائم الصهيونية على الطفولة الفلسطينية لأنها أبشع الجرائم ضد الإنسانية .
إن الصور المرعبة التي خلفتها قوات الاحتلال بجرائمها ضد الأطفال الفلسطينيين ناطقة بلغة عالمنا الإنساني بأسره وهي لا تحتاج أكثر من نشرها وتعميمها، وهناك ملكات إبداعية فلسطينية وعربية قادرة على إعادة إيصالها للرأي العام لكي لا ينسى الجريمة، هناك وحشية نتنياهو وأركان كيانه الصهيوني وهنا براءة الطفولة الفلسطينية في مشهد من فظائع المذبحة الصهيونية . هذا لا يحتاج إلى أكثر من إطلاق مبادرة في اتجاه فضح المجرم والانتصار لقضية الطفولة الفلسطينية من منطلق القيم الإنسانية النابذة للمساومات السياسية .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2178989

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2178989 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40