الأحد 3 آب (أغسطس) 2014

رفع الحصار عن فلسطين بمقاومة “المسالمة”

الأحد 3 آب (أغسطس) 2014 par حبيب راشدين

عند بداية كتابة هذا العمود ليلة الخميس، كان تعداد الشهداء قد تجاوز 1350، مقابل 135 قتيل من الصهاينة قتلة الأطفال، وحين يصل بين يديك صبيحة الجمعة، يكون قد تجاوز 1550 شهيد مقابل 155 قتيل صهيوني، لأن هذا الكيان الجبان يريد أن يحافظ على نسبة واحد إلى عشرة، حتى لو كان العشرة من الرضع والمقعدين.

لأجل ذلك أشعر بالحرج والتردد في مخاطبة قيادات الفلسطينيين بقدر من التجرد، قد يساء قراءته وفهمه كحالة “متخفية” من خطاب المرجفين، وقد سبق لي أن ذكرت بعضهم بأن النصر في مثل هذه المواجهات ليس بالضرورة لمن يقتل أكثر، بقدر ما يكون لمن يصبر أكثر، و“إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ”

غداة عدوان 2012 على غزة كتبت مقالا بعنوان أغضب بعضهم: “انتصار يحرر معبر رفح لتبادل المقاومة بالمقاولة” افتتحته بجمل استفزازية تقول: “اليوم خمر في العرس الدولي المحتفي بغزة على إيقاع”لقد انتصرنا“ولغد أمر، بعد أن نجح من نجح في بكالوريوس الخفارة على حدود الكيان الصهيوني، ومن انتصر في تبريد صراع أزلي بتسخين مؤقت، ومن يقول لقد نجحنا في رفع الحصار... عن بوابة رفح، إلى أن يكتشف أن السقف الزمني للتهدئة المفتوحة سوف تحدده معركة”المقاومة“من أجل”تحرير“العرب لسورية من النهر إلى البحر”.

وخلصت في الخاتمة إلى استشراف كنت أتمنى صادقا أن أكون فيه من الكاذبين، يقول: “لقد قبلتم وقبل العدو بتهدئة مفتوحة، لا شك أنكم سوف تلتزمون بها ما دام الكيان ملتزما بها، وسوف يلتزم بها، إلى أن يُحسَم الصراع العربي- العربي الدائر في سورية لهذا الطرف أو ذلك، لأنه في اللحظة التي يحسم فيها، سوف يفاجئكم العدو بعدوان واسع بغطاء أمريكي وغربي، لا يحتاج فيه إلى ذريعة، وسوف تختبرون ونختبر معكم وقتها صدق أسطورة تغيير الربيع العربي لميزان القوة”.

وهاهو الصراع العربي ـ العربي قد حسمه حسين أمريكا بزرع خلافة “داعش” على امتداد الرافدين، وهي تراوح بين استعادة ملك بني أمية من العلويين أولا، أم تقديم انتزاع عرش بني العباس من ولاية الفقيه الصفوي، وتتحول إلى مغناطيس عملاق يسحر “المجاهدين الجدد في دماء المسلمين”، وهاهي الشهوة إلى دماء أطفال غزة تتحرك مجددا، لتخير المقاومة بين المسالمة المفتوحة أو الاستسلام بلا رجعة.

وقد بت أهاب طرق باب الاستشراف، حتى لا أرى فيه المقاومة التي ساقها “الأخ” إلى هدنة مخادعة مفتوحة، التزمت فيها كتابة بوقف “جميع الأعمال العدائية” وقد ساسها بعد حين عناق الصديق التركي القطري المئق، وتحامل العدو المصري الخليجي التئق، وهجرة “الجهاديين” من العرب والعجم والعلوج “لنصرة” أمير الآبقين من المُؤَمَنين“، قد يحملها هذا التوافق الإسلامي على القبول مجددا بأخف الضررين، ليكون تجديد العهد مع خيار”المسالمة المفتوحة".

وقتها يحرم على المقاومين الفلسطينيين، كما على “المقاولين العرب” بدماء الطفل الفلسطيني، الاحتفال بنصر كاذب يرفع فيه الحصار عن غزة ليحاصر الحق التاريخي في فلسطين إلى يوم الدين.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 38 / 2178258

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2178258 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40