الأحد 3 آب (أغسطس) 2014

من قال إن العدوان على غزة إسرائيلي .. فقط؟

الأحد 3 آب (أغسطس) 2014 par عبدالناصر

للضرورة الإعلامية، تختصر الصحافة العالمية النزيهة، المشهد الفلسطيني، بالقول بأن ما يحدث في غزة هو عدوان إسرائيلي أو صهيوني على أبناء غزة الأبرياء، ولكن الواقع يؤكد بأن العدوان متشعب، ومزيج من الأمم بما فيها العربية والإسلامية التي ظلت تتغنى لسنوات ومازالت بالقدس الشريف وبفلسطين، ولكنها في الحقيقة تعادي أبناء الوطن المسلوب ليس بـ“أضعف الإيمان” وإنما بالقول وبالفعل.

فصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تحليلها للوضع، رأت بأن عداوة بعض العرب لحركة حماس أشد من عداوة الإسرائيليين لهاته الحركة، وإذا كان الصهاينة ينعتونها بالإرهابية، فإن بعض العرب مستعدون لفعل أي شيء لتتبخر نهائيا من الوجود، وقال باحث في معهد ويلسون في العاصمة الأمريكية وهو من أقلام الصحيفة، بأنه علم بابتهاج بعض القادة العرب كلما زاد الدمار في غزة، والأمر لم يعد يقتصر على الصمت الذي هو في الحروب علامة رضا وبصم على مباركة العدوان، وإنما انتقل إلى تقديم النصائح واستصدار الفتاوي التي في شكلها تعادي حركة حماس وما يسمى بالإسلاميين، ولكنها في مضمونها تبارك للصهاينة أفعالهم وتراهم سندا في حربهم الأزلية على الإسلاميين، حتى لو كان من ضحايا هاته الحرب أطفال ونساء ودمار شامل لغزة ولفلسطين ولبيت المقدس.

بعض البلدان العربية التي صار تسلحها إنما هو مهمة داخلية لقمع الإسلاميين، الذين رباهم النظام إما بطريقة مباشرة ليبقى، وليبرر صفقات ما يشتريه من سلاح من الخارج، أو بطريقة غير مباشرة باستبداده وكتمه لأنفاس المواطنين، صار لا يجد حرجا في أخذ الدروس من الصهاينة وكيفية القضاء على حركة حماس التي يرونها جزءا من الإسلام السياسي ويرون التضامن معها تضامنا مع إسلاميي البلد، وانتصارها، كارثة بالنسبة لهم. وعندما يصل الأمر إلى تجنيد الأئمة الذين وهنت عظامهم واشتعلت رؤوسهم شيبا في المعاهد الإسلامية والدعوة، لأجل إصدار فتاو، كما حدث أيضا منذ ثمان سنوات في حرب لبنان، فإن الأكيد أن ما خفي أعظم، والذي يتجرأ على قول كلمة زور من فوق محراب الفتوى، لن يحرجه أن يدخل الثكنة ويمدّ عدو المسجد الأقصى بالسلاح، وقد يموت معه من أجل تدمير فلسطين أرض الإسلام والعروبة، باسم الإسلام والعروبة أيضا.

أمريكا التي فشلت على مدار عقود في إنجاح معاهدات السلام التي رعتها في كامب ديفيد أو في أوسلو، اخترعت ما سمته هي بالإرهاب، وأقنعت الإسرائيليين والعرب أيضا بأن هذا الإرهاب عدو لهما، وتمكنت مع مرور الوقت، من أن تعرّف المقاومة بالإرهاب، وتدخلها كلمة وشرحها، في قاموس السياسة الذي تؤمن به إسرائيل وغالبية الدول العربية، وحتى هذا الإرهاب الذي ولد في رحم الأمريكان، لا يجد مكانا للفتنة في الجزائر أو في سوريا أو في أفغانستان إلا وأعلن الجهاد ببياناته التي لا تنتهي .. ولكنه يصمت دائما إذا تعلق الأمر بإسرائيل، فقد ضرب “الإرهاب” بأسمائه المختلفة من القاعدة إلى داعش، في تانزانيا وفي أمريكا وفي إنجلترا وفي كل بلاد الدنيا.. ولكنه لم يقتل لحد الآن صهيونيا واحدا.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2178461

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

27 من الزوار الآن

2178461 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 28


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40