الخميس 31 تموز (يوليو) 2014

..أقعد فأنت الطاعم الكاسي!

الخميس 31 تموز (يوليو) 2014 par صالح عوض

لم تضرب الأمة في شيء كما ضربت في خصالها الخاصة في دائرة النجدة والنخوة والغيرة والشرف ولتطويعها مارست القوى المعادية من خلال جنودها السياسيين والمثقفين حربا منهجية تهدف تطبيعها وتكسير روحها وهمتها وجعلها في حالة تعايش مع آلام المستضعفين وصراخات المعذبين واستغاثة المستغيثين وانتهاك الحرمات ودوس المقدسات..

فهل هناك أعنف من جريمة تهويد المسجد الاقصى؟ وهل هناك أشد من جريمة هدم البيوت على رؤوس العرب في قطاع غزة وقتل أبنائهم بشتى أنواع أدوات القتل الصهيوني؟ وهل يبقى من النخوة والنجدة والرجولة شيء في حين يطبق الصمت الأفواه ويصيب الصمم الأذان فيما يحكم إغلاق المعابر على شعب ليس من جريمة له الا التصدي لعدو الأمن القومي العربي ومحاربته؟

ما حصل في غزة يدعونا إلى قراءة أنفسنا وأمتنا من جديد..هل فعلا ننتسب إلى الأمة وهل فعلا كانت هناك أمة بما وصلنا من مواصفات؟ هل كانت حقيقية ثقافتنا القومية والإسلامية التي تعلمناها في المدارس والكتب وقامت على هديها أحزاب وعقدت المؤتمرات والندوات وأنفقت الاموال؟ هل فعلا أن ما يوجد بيننا كأقاليم وبلدان رابط كاف لكي نكون أمة.؟

إنها أسئلة تفرض نفسها لدى قطاعات كبيرة من الشباب والشيوخ على ضوء الألم الشديد الذي اجتاحها جراء العدوان الصهيوني على فلسطين لاسيما على قطاع غزة.. ولكن ينبغي أن تكون حبيسة لحظات الغضب الشديد وردة الفعل المستشيطة ولا تتعداها الى عالم المدارك الفاعلة لأن الأمة رغم كل أشغالها القسري ومحاولات دفعها في معارك الفتنة لم تتخلف بكل قيمها عن دورها.

اما إن كان الحديث يراد منه المرجفين والمرعوبين من الأمريكان والصهاينة فهؤلاء لاأثر لهم على منظومتنا الثقافية والقيمية ولن يجنوا من جبنهم وعدم قيامهم بالواجب إلا الاحتقار من قبل الاعداء والتخلص منهم بعد حين غير مأسوف عليهم.

إن من تخلى عن الواجب أنى كان موقعه لا يمكن أن يكون في صدره قلب تسكنه الغيرة والنخوة وروح الكرامة.. كيف تغمض له عينان وهو يرى أطفال تمزقهم القنابل وأسر يبيدها الإجرام؟ إن من ألزم نفسه الصمت أو دفع بنفسه للتخلي عن واجب النصرة إنما هو في حقيقة الأمر يضيع فرصة أن يرتقي بها إلى مدارج الأوفياء لأمة منحته مواقع المسؤولية.. ولكنه أيضا لا يستحق أن يسجله التاريخ فيمن يسجل من العظماء الرجال.. وحق فيه القول لشاعر العرب: “دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فأنت الطاعم الكاسي”، فهنيئا لكل من نهض للواجب مهما قل عطاؤه وهنيئا لأمة لازالت تحتفظ بمكارم أخلاقها وقيمها.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 40 / 2165265

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165265 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010