الأحد 22 حزيران (يونيو) 2014

التنكيل الصهيوني بالشعب الفلسطيني

الأحد 22 حزيران (يونيو) 2014 par د. فايز رشيد

حملة تنكيل فاشية بشعة تقوم بها قوات الاحتلال الصهيوني الغاشم ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية, بعد اختفاء ثلاثة مستوطنين منذ بضعة أيام تقول “اسرائيل” إنهم اختطفوا بالقرب من مستعمرة عتصيون بالقرب من الخليل: إغلاق الضفة الغربية والمعابر كافة. حصار مفروض على مدينة الخليل وقرى وبلدات منطقتها كافة. دفع أعداد هائلة من الجنود إلى كافة مدن وبلدات وقرى الضفة الغربية بلا استثناء, يعيثون فساداً فيها. ترويع المواطنين.اعتقال 200 فلسطيني(حتى كتابة هذه المقالة) وتوفيقهم إدارياً, من بينهم نواب في المجلس التشريعي بمن فيهم رئيسه. الاعتقال طال النشطاء وكافة التنظيمات الفلسطينية وبالأخص حركتي حماس والجهاد الإسلامي. إطلاق النار نهاراً وليلاً.
حملات تفتيش همجية من بيتٍ لبيت. تخريب الأثاث وتموين البيوت. ترويع الأطفال. إلى جانب كل ذلك، يقوم المستوطنون باعتداءات متكررة على أهلنا: يرمون السيارات بالحجارة، اقتلاع الأشجار, إشعال الحرائق وغيرها من الموبقات التي يندى لها جبين الإنسانية. ما تقوم به قوات الاحتلال فاق كل التصورات وتجاوز ما قامت به القوات النازية والفاشية في الدول التي احتلتها في الحرب العالمية الثانية. الحملة ستستمر طويلاً وحتى في رمضان وستمتد إلى حين اكتشاف موقع المختَطفين
( بفتح التاء) وتحريرهم. قامت قوات العدو بغارات جوية على أهداف في قطاع غزة المحاصر منذ سنوات طويلة, الغارات ستتواصل إلى جانب تحضيرات جدية للقيام باجتياح غزة، وربما إعادة اجتياح الضفة الغربية. الجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني تنم عن هستيريا “إسرائيلية” وهي لرد الثقة إلى النفس بعد الفشل الذريع للمخابرات “الإسرائيلية”(الشاباك)أولاً في توقع مثل هذه العملية، ثانياً في عدم الإمساك بأي أثر أو دليل صغير يشير باتجاه الخاطفين. ثالثاً: الفشل حتى اللحظة في اكتشاف مكان المخطوفين“ الإسرائيليين”. “إسرائيل” تدّعي بأن جيشها لا يُقهر وأن مخابراتها هي الأقوى في العالم، ولم يتم اكتشاف الخاطفين. حالة الهستيريا أصابت نتنياهو ووزير حربه وقادة جيشه والمسؤولين السياسيين والعسكريين الصهاينة.كلهم لا يريدون تكرار تجربة شاليط. لكل ذلك تميزت ردود الفعل “الإسرائيلية” بالتخبط والهوس والحيرة في اتخاذ الخطوات, إلا الجرائم والمذابح فهذه ما تتقنها إسرائيل، وتوزيع الاتهامات بشكل عشوائي.
بدايةً، فإن عملية الاختطاف تمت في غاية الدقة والمهارة، وبسرعة فائقة وتورية المختَطفين (بفتح الطاء)، وعدم ترك الأدلة، وهذا ما تعترف به الصحف وأجهزة الإعلام الإسرائيلية. إن عملية الاختطاف هي حق مشروع لشعبنا الفلسطيني فهي مقاومة وهدفها تحرير الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في السجون الصهيونية، وهم يتجاوزون الخمسة آلاف منهم من يضربون لليوم الستين على التوالي(حتى هذه اللحظة) من الموقوفين إدارياً.الأسرى تعذبهم “إسرائيل” صباح مساء.حوالي مليون فلسطيني جرّبوا المعتقلات والسجون على مدار سنوات الاحتلال حتى هذه اللحظة.شعبنا مثقل بالمعاناة والآلام ومصادرة الحرية والخنق والاضطهاد جراء الاحتلال الصهيوني منذ عام 1967, وما قبل ذلك على أيدي “إسرائيل” , وقبلها على أيدي العصابات الصهيونية.“إسرائيل” مستمرة في مذابحها وموبقاتها ضد شعبنا.
أدنى حقوق المقاومين هو اختطاف جنود الاحتلال. المستوطنون كافة هم جنود في جيش الاحتلال وهم دائمو الاعتداءات على الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية في المناطق المحتلة، كم تسببوا في قتل العديدين من الفلسطينيين, وفي تسبب الاصابات لهم، وفي إهانتهم وإذلالهم وما يزالون. المستوطنون هم غلاة المتطرفين والفاشيين الصهاينة زعيمهم ومثلهم الأعلى مائير كاهانا الذي جرى اغتياله, وقد كان زعيماً لحركة كاحَ العنصرية الفاشية المتطرفة. العربي الجيد بالنسبة إليهم هو العربي الميت. يجوز قتل العرب حتى أطفالهم من أجل منع نشوء إهاربيين جدد. العرب ليسوا أكثر من صراصير وأفاعي. هذا ما يؤمنون به ويتعلمونه وبخاصة في مدارسهم الدينية وعلى أيدي حاخاماتهم. “سرائيل” إترفض الاعتراف بأيٍّ من الحقوق الفلسطينية فكيف يمكن استغراب إجراء مقاوم يقوم به الفلسطينيون؟.
نتنياهو في مؤتمره الصحفي الأول بعد اجتماع مجلس الوزراء المصغر وإلى جانبه وزير دفاعه موشي يعلون كان مرتبكاً, فوجه الاتهام إلى السلطة الفلسطينية وإلى مسؤولية عباس فيما حصل. ثم فيما بعد أعلن أن حركة حماس هي من قامت بعملية الاختطاف. حماس وعلى لسان العديدين من قادتها نفت مسؤوليتها عن العملية، وتحدت إسرائيل أن تعلن ولو دليل واحد يشير إلى مسؤوليتها.
نتنياهو فيما بعد هاتف عباس وطلب منه المساعدة في اكتشاف المخطوفين. للأسف فإن الرئيس الفلسطيني أدان العملية. وأدان عباس أيضاً ما تمارسه إسرائيل من تنكيل وعقاب جماعي ضد شعبنا. ردود الفعل الدولية طالبت الفلسطينيين بالإفراج عن المخطوفين “الإسرائيليين” لكنها تناست آلاف الأسرى الفلسطينيين ومنهم من يقومون بإضرابهم للشهر الثالث على التوالي. لم نسمع ردود أفعال غربية عما تقترفه إسرائيل من جرائم ضد شعبنا في الأراضي المحتلة عام 1967.أي مجتمع دولي هذا؟ وأية معايير مزدوجة يتعامل بها؟.
نحيي صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته في محافظة الخليل وفي كافة أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة. إن المقاومة للشعب الفلسطيني حق مقدس حتى كنس الاحتلال الصهيوني من أرض فلسطين. الحراكات الجماهيرية والمقاومة يستمر بها الشعب في دعم الأسرى وبخاصة المضربين عن الطعام. السلطة مدعوة بوقف التنسيق الأمني مع العدو، ولتتوسع دائرة الاشتباك مع هذا العدو المتغطرس الفاشي.
الإخوة في كل من حركتي فتح وحماس مطالبون بوقف المناكفات والتراشق الإعلامي، والمضي قدماً في تنفيذ إجراءات المصالحة.السلطة مطالبة بتفعيل م.ت.ف.ووقف التفرد والمحاصصة.والمجد لشعبنا المقاوم.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 26 / 2165452

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع فايز رشيد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165452 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010